لا ريب أن بداخل كل إنسان كتل مشتعلة من المشاعر ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻓﺮﺡ ﻭﺣﺰﻥ، ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﺐ ﻭﺷﻮﻕ، ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺻﺪﻕ ﻭﺯﻳﻒ، ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﺘﺎﺏ ﻭﻏﻀﺐ، ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻮﺩﺓ ﻭﻛﺮﺍﻫﻴﺔ. ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﻻ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺇﻻ ﺑﻤﺆﺛﺮﺍﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺗﺜﻴﺮﻫﺎ ﻭﺗﻬﻴﺠﻬﺎ، ﻓتدفع ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ إلى التعبير عنها ﺑﺼﻮﺭ أو بأخرى. صور ﺗﺨﺘﻠﻒ من فرد إلى آخر.
التعبير عن المشاعر الإنسانية:
- فهناك ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺪﻣﻮﻉ، ﺗﺨﻔﻒ ﻋﻨﻪ ﻋﺐﺀ ﻣﺎ ﺣﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ.
- ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎلانعزال ﻭﺍلاﻧﻄﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ.
- ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻀﺤﻜﺎﺕ ﺗﻠﺠﻠﺞ ﻓﻲ ﺍﻵﻓﺎﻕ فتطرب ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﺍﺭﺱ ﻭﺗﺘﻤﺎﻳﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻷﺯﻫﺎﺭ.
- ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺑﺤﺮﻭﻑ ﻭﻛﻠﻤﺎﺕ.
- ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺍﻷﺩﺏ ﻛﺎﻟﺸﻌﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ ﻭﻗﺼﺺ ﻭﺧﻮﺍﻃﺮ.
- ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺗﻌﺠﺰ ﻛﻞ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﻭﺗﺘﻘﺎﺯﻡ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻵﺳﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ.
- ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺣﺪﻳﺚ صوتي عندما ﻳﺤﺪﺙ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻭﺃﺣﺒﺎﺋﻪ.
العجز عن التعبير:
- ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ حرفيا كما تشتعل بداخله اﻟﻜﻠﻤﺎﺕ.
- فتقف اللغة عاجزة عن إيصال المعنى لكنها قادرة على إيصال الإحساس.
- و هذا الأخير بدوره ينير شعلة من أحاسيس أخرى بداخل المستمع ﺗﻌﺎﻧﻘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺗﺘﺸﺮﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ.
- فتتآلف القلوب وتأنس لبعضها فتنبثق الثقة لا من عدم وإنما من جراء الألفة والود الذي نشبته.
لا الأحاسيس فحسب وإنما التعبير الصريح عنها، وهي أساس كل علاقة ناشئة بين فردين أو أكثر. فهي تقود حتما إلى قبول الآخر برغم الاختلاف الكامن بل تستلزم الاعتراف بهذا الاختلاف وتخطيه للتعايش مع الغير. هكذا نخلص إلى أن التواصل ينشئ العلاقات ولكن التعبير عن الأحاسيس والمشاعر بمصداقية وحده من يعززها.
إعداد: هبة لمراني | مراجعة وإشراف: هند يونس
التعليقات