يتذكر أغلبنا تلك اللحظات الأولى له في المدرسة عندما بدأنا نخوض تجربة الاستقلالية أو الفطام كما يسمى نفسيًا. ولكن هذا الشعور بأننا كبرنا لم يكن يمنعنا من مشاركة يومياتنا المدرسية مع أهلنا في المنزل وخاصة الإيجابية منها. إلا أن التنمر كتجربة سلبية تمنع الطفل من التحدث عنها لوالديه لمجرد الشكوى حتى.لأنه يعرف مسبقا ردة فعليهما وأنه سيكون ضحية مرة أخرى؛ لذلك لابد من الأهل ملاحظة التغييرات السلوكية والمزاجية على الطفل خاصة فور عودته من المدرس.
ما هي الدلالات التي تكشف تعرض الطفل للتنمّر المدرسي؟
فقد أجمعت الدراسات على دلالات تكشف إذا ما كان الطفل ضحية التنمر المدرسي منها:
- تحول الطفل إلى الانطواء ,الانسحاب ,الاكتئاب والقلق الدائم.
- تدني التحصيل الأكاديمي حيث أظهرت دراسة أجريت في جامعة فرجينيا الأمريكية أن تدني تحصيل الأكاديمي للطالب يرتبط باحتمالية تعرضه للتنمر من قبل زملاء المدرسة.
- حيث يكون الطفل أقل اندماجا بالحصة الدرسية بسبب التوعد والتخويف.
- فقدان الأشياء الخاصة والنقود أثناء الدوام المدرسي: فالمتنمر يلجأ عادة لفرض سلطته واستخدام قوته على الضحية في الاستفادة من أشيائه الخاصة.
- وإرغامه على التخلي عنها، ويحدث هذا التصرف من قبل الأطفال في المرحلة الابتدائية بشكل خاص.
- آثار الكدمات والضرب.
- طلب مصروف زائد عن الحاجة بحجة ضياع نقوده أو سرقتها بشكل متكرر.
- عدم الرغبة بالذهاب للمدرسة وقد يتطور الحال للتسرب المدرسي في كثير من الأحيان.
- تدني تقدير الذات.
- ممارسة العنف على الإخوة الصغار.
- الحديث عن تعرضه للسرقة أو تخريب أدواته الخاصة.
ما دور المعلمة في الحد من ظاهرة التنمر؟
- لا يتحدد دور المعلمة فقط بنقل المعلومة وتثبيتها، بقدر الدور الإنساني لها نظرًا لعلاقتها المباشرة مع التلاميذ.
- فهي مديرة الصف والمتحكم بشكل العلاقات بين التلاميذ وخاصة بداية السنة الدراسية حيث يبدأ التلاميذ بتقبل أو رفض الطرف الآخر.
- ولذلك لا بد من تكريس فكرة تقبل الآخر ليس فقط لمنع التنمر في الصف بل أيضًا لتسهم في تربية جيل يتمتع بأهم قيم الإنسانية.
- لتحقيق ذلك يُجمع أخصائيو التربية على عدة نقاط:
- عدم التمييز بين التلاميذ واللجوء للذم.
- مراعاة الفروق الفردية في طرح الأسئلة أثناء الحصة الدّراسية.
- إتباع طرائق التدريس المعاصرة قدر الإمكان وتوزيع الأدوار بما يناسب قدرات التلاميذ.
- تشجيع التلميذ الخجول وإدماجه بالنشاطات الصفية.
- الحد من تشكيل الشللية.
- استخدام المكافأة بشكل مدروس.
- اللجوء للعقاب التربوي المقنن بعدًا عن الضرب لأن العنف لا يولد إلا العنف وخاصة إذا كان المتنمر طفل عنيد.
- استثمار الحصص الدراسية والنشاطات اللاصفيّة في نشر قيم تربوية إنسانية مثل: التسامح، تقبل الآخر، مساعدة الآخرين، الاحترام.
- الإشراف المباشر على أماكن تحدث فيها حالات التنمر بين الطلاب مثل: الاستراحة، المداخل، حافلة المدرسة.
- التواصل الفعال مع الأهل عند ملاحظة حال تنمر بين الطلاب.
فمسؤولية المجتمع هي في الحد من التنمر لا تقع فقط على المدرسة والأهل، بل أيضًا على كل شخص يصادف موقف التنمّر سواء في الشارع أو أي مكان عام سواء بين الأطفال أو بين الكبار.
المراجع:
- موقع يونسيف مصر
- مجلة البحوث التربوية والنفسية العدد 35 لعام 2012
- ويكيبديا
- موقع موضوع دوت نت
إعداد: مريم الجراقي | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة