يبدو أن الأمر الذي لا يمكن أبدا الجدال فيه هو أن نستيقظ كل يوم ونشاهد الأخبار عن أوطاننا المدمرة. ونحمد الله على جيراننا الذين نجوا من الرصاص العشوائي. ونطمئن قليلا لأن الشارع المقابل لشارعنا قد تخطاه الموت البارحة. و ينتهي يومنا بصلاة والدعاء لأوطاننا المكسورة وأرواحنا الهارمة.
تأثير الحروب:
- يبدو أننا أصبحنا لا نميز بين ما يحق لنا وما يجب علينا اتباعه.
- أصبحنا نراقب الغد بعين حالمة برؤية مستقبل مشرق ومنير بسلام يعم ربوع لحظات أيامنا.
- وصلنا إلى مرحلة أصبح السلام فيه أمنية وليس حق من حقوقنا.
- نكتب على مواقع التواصل الاجتماعي عن حلمنا في أن نعيش ونحيا في سلام وأن يغيب عنا الحرب والموت.
- وكأننا اعتدنا على وجود الخوف والقلق وأوجاع الموت والفراق بيننا.
- وأن الحديث عن حقنا في أن نعيش في سلام أمر مرفوض أو حلم بعيد المدى.
اليوم العالمي لحقوق الإنسان:
- في يوم العالمي لحقوق الإنسان علينا أن نؤمن أن الحق الوحيد الذي علينا الكفاح من أجله هو حقنا في أن نبدأ يومنا بيوم هادئ، بيوم لا بكاء و لا عزاء و لا خوف فيه.
- السلام الذي نصنعه في حياتنا سينصع معه كل سبل الحقوق، سيبدأ اسلام.
- فيخلق ترابط قوي بين كل الاختلافات بيننا ويصنع من مجتمعاتنا المفككة جسور ترابطية وتوحيدية لا يمكن فكها بأي شكل من الأشكال.
- لأن كل هذه الجسور ستبني على أساس تقبل الأخر واحترام الآخرين وتقبل الرأي والفكر والاعتقاد المختلف.
- كم من مشكلة خلقت بسبب فجوة عدم الاحترام؟ وكم من إختلاف يصنع كمشكلة بسبب عدم تقبله؟
- وكل هذا يصنع الصراعات وتقودنا إلى نقد ونبذ وكره بعضنا.
- حقًا علينا أن نعي أننا بحاجة إلى السلام داخلنا وأننا لن ننجح في تحقيق كل حقوقنا الإنسانية ونحن مزدحمين بالكثير.
- نحن بحاجة إلى أن نهدئ نفوسنا ونصنع سلام عميق بيننا.
- بعد ذلك سنجد أن أغلب الحقوق الإنسانية التي لطالما سعينا لها وكافحنا لتحقيقها تتحقق بفعل طبيعة السلام الموجودة.
الحق الوحيد الذي علينا الآن السعي نحوه هو أن تتوقف كل هذه الخلافات في أوطاننا. لن تجد الإنسانية مكانها بين نفوس لا تحترم بعضها، بين فئات لا تقدر الأخرين. بين أنانية الوجود ونبذ الأقلية، ولن تزرع الإنسانية بلا سلام، ولن يبنى سلام بلا وعي وثقافة وتعليم.
التعليم والثقافة سلاحين: السلام وتحقيق كل حقوق الإنسانية، كما من شعوب قضت عن كل خلافاتها وبدأت في صنع السلام الأجيالها التي تقودها الآن بالعلم والثقافة، لن نجد الخلاف والحرب في مكان والعلم والثقافة فيه! لكننا سنجد غياب العلم والثقافة يصنعان الكثير من الفرقات وبالتالي يقودان الأجيال إلى حضيض الدهر.
إعداد: إيمان فرفر | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة