«أن تكون متطوعًا معناه أن تكون قنديل أمان فيظنك اليتيم أباه، ويراكَ العجوز عكازه، ويطمئن عامل النظافة لأنك سنده» ويعتبر العمل التطوعي من ركائز المجتمع الأساسيّة، والتي تُسهم بشكل كبير وهام في بنائه وتنميته، إضافًة إلى نشر الألفة والتماسك الاجتماعي بين أفراده. استكمالًا لما بدأناه عن التطوع في الجزء الأول.
على صعيد المجتمع:
للعمل التطوعي آثار كبيرة على المجتمعات النامية أو المتقدمة، وفيما يلي نذكر بعض هذه الآثار:
1. تحسين المستوى الاقتصادي:
- يعّد الوقت هو المصدر الرئيس للحصول على المال.
- وبما أنّ الناس يبذلون الوقت في الأعمال التطوعية، وتقديم خدمة من دون مقابل لا تحقق تكاليف على عاتق الدولة.
- فهي بذلك تزيد من المستوى الاقتصادي، فمثلًا في دراسة أُجريت في الولايات المتحدة ساهم فيها 62.6 مليون متطوع.
- بما يعادل 8 مليارات ساعة من العمل أي ما يعادل 184 مليون دولار.
2. تحسين العلاقات بين أطراف الدولة:
- تتطلب مشاريع خدمة المجتمع التطوعيّة العديد من الموارد والتخصصات المختلفة.
- لذلك فالعمل التطوعي يعتبر بابًا لتعاون الشركات التطوعيّة غير الربحيّة، والجهات الحكومية، والشركات الخاصة؛ لإنجاح هذه المشاريع.
3. توفير الخدمات العامة:
- للعمل التطوعي تأثير طويل الأمد حتى لو انتهت فترة العمل التطوعيّة في منطقة معيّنة.
- والذي يكمن في توفير خدمات عامة للمجتمع، سواءً في مجال الرعاية الصحيّة كبناء مستشفى، أم النقل كتعبيد الشوارع، وتأمين الموصلات العامة.
- وأيضًا في مجال التكنولوجيا والكهرباء كتوصيّل خطوط إنارة وغيرها.
4. تقوية الروابط الاجتماعية:
- تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لميل النّاس نحو الوحدة والعزلة، وفرصة لممارسة الأنشطة الفردية.
- ولهذا تم تدريجيًا فقدان روابط المجتمع، لذا يعتبر العمل التطوعي طريقة لاستعادة هذا المجتمع وبناء روابط أقوى بين الأصدقاء وزملاء العمل والعائلة.
- حيثُ تجمع بينهم أنشطة مشتركة تطوعيّة من أجل قضايا تَهُم الجميع.
اليوم العالمي للتطوع:
- هو احتفالية عالمية سنوية تحدث في 5 ديسمبر من كل عام حددتها الأمم المتحدة منذ عام 1985 ويحتفل بهذا اليوم في غالبية بلدان العالم.
- ويعتبر الهدف المعلن من هذا النشاط هو شكر المتطوعين على مجهوداتهم إضافةً إلى زيادة وعي الجمهور حول مساهمتهم في المجتمع.
- وينظَم هذا الحدث من قبل من المنظمات الغير حكومية من بينها الصليب الأحمر، الكشافة وغيرها.
- كما يحظى بمساندة ودعم من متطوعي الأمم المتحدة وهو برنامج عالمي للسلام والتنمية ترعاه المنظمة الدولية.
لماذا 5 ديسمبر؟
- دعت الجمعية العامة، في قرارها 212/40 المؤرخ في 17 كانون الأول/ ديسمبر 1985، الحكومات إلى الاحتفال سنويًا.
- في يوم 5 كانون الأول/ ديسمبر، باليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
- وحثتها على اتخاذ التدابير لزيادة الوعي بأهمية إسهام الخدمة التطوعية.
- وبذلك تحفز المزيد من الناس من جميع مسالك الحياة على تقديم خدماتهم كمتطوعين في بلدانهم وفي الخارج على السواء.
- ويتيح اليوم الدولي للمتطوعين الفرصة للمنظمات التي تعنى بالعمل التطوعي والمتطوعين الأفراد.
- لتعزيز مساهماتها في التنمية على المستويات المحلية والوطنية والدولية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
كيف نعزز العمل التطوعي؟
- الإعلان عن الحملات التطوعيّة في مختلف وسائل الإعلام المكتوبة، والمرئيّة، والمسموعة بشكلٍ مستمرّ.
- التّعريف بالإنجازات الخاصّة في الحملات التطوعيّة، والتّرويج لها بصورة تدفع الشّباب صاحب القوّة والإبداع بالانتماء إلى هذه الحملات والقيام بأعمال تطوّعيّة متنوّعة.
- نشر ثقافة التطوّع بين النّاس من خلال الجامعات والمدارس، وأيضاً الاعتماد على الجولات التثقيفيّة حول خدمة المجتمع المحليّ بأنشطة الأعمال التطوعيّة.
- يجب على مديريّ البرامج التطوعيّة ابتكار أساليب جديدة للعمل التطوعيّ، والتي تساهم في تشجيعِ الأفراد المتطوّعين وحثّهم على الاستمرارِ بالتطوّع.
- وتوفير الموارد اللّازمة لدعمهم من أجل تحقيق النّتائج المطلوبة بأفضل صورة.
- تحديد المجالات التي يمكن استخدام التطوّع فيها، حتى يتمَّ تحديد الوسائل المناسبة للتّعامل معها.
- الحرص على توفيرِ الفرص المتكافئة بين المتطوّعين.
وأخيرًا: بإمكاننا نشر ثقافة التطوّع بين النّاس من خلال الجامعات والمدارس، وأيضاً الاعتماد على الجولات التثقيفيّة حول خدمة المجتمع المحليّ بأنشطة الأعمال التطوعيّة. وحتى لا يُنسى فضل المتطوعين.كل عام وكل متطوع في كل بقاع الأرض بخير، شكرًا لكم أينما كنتم، أنتم رمز للعطاء الإنساني الغير محدود.
إعداد: كاثرين عامر | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة
التعليقات