لا يصبح الإنسان مثقفًا بين يوم وليلة، و لكن الثقافة هي نتاج قراءات متعمقة ودراسات مثمرة ومستمرة على المدى الطويل. ومن خلال هذه القراءات وخلال هذه الفترة يتشكل العقل وتتبلور الرؤية، التي يتكون منها المفكر، فمن هو المفكر؟
تعريف المفكر:
- المفكر كما عرفه الدكتور عبد الكريم بكار في كتابه تكوين المفكر فقال: «كل الناس يفكرون ولكن هناك فروقًا كبيرة بين من ينصرف تفكيره إلى حلّ المشكلات اليومية التي تواجهه في معيشته وعمله. وبين تلك الصفوة من الناس الذين يحاولون توفير أسس لقراءة الماضي والاستفادة منه. كما يحاولون توفير قواعد لفهم الحاضر واكتشاف العلاقات بين القوى المؤثرة فيه».
منزلة الشخص المفكر:
- في اعتقاده أن المفكر يتبوأ منزلة ثقافية وعقلية هي فوق منزلة المثقف ودون منزلة الفيلسوف.
- وهذا التصنيف لا يقوم على أساس التفوق الذهني أو على أساس النفع للناس.
- أو على أساس الأهمية في المجتمع لأن هذه الأمور لا تصلح أسسًا للتصنيف الذي نحن بصدده.
من هو الفيلسوف؟
- فالفيلسوف أبعد غورًا في التجريد وفي إبداع المفاهيم من المفكر.
- والمفكر أبعد غورًا في هذه الأمور وأشباهها من المثقف.
- وهنا يمكن القول: أن كل فيلسوف مفكر وليس كل مفكر فيلسوفًا، وأن كل مفكر مثقف وليس كل مثقف مفكرًا.
- وأكد بأن الفصل بينهم هو فصل غير حاسم، والتداخل بينهم سيظل أمرًا واردًا.
صفات المفكرين:
مزدوج الشخصية:
- أي أنه شخصية مكونة من عنصرين متناقضين وهنا تتكون أفكاره ومعتقداته.
منفتح:
- الأشخاص الأذكياء لا يعارضون الأفكار الجديدة بل يتقبلوها ويبحثون عن وجهات نظر جديدة.
- ولعلها هي أهم صفة من صفات المفكرين.
الفضول:
مثلما قال أينشتاين: «ليس لدي قدرات خاصة ولكن لدي فقط فضول عاطفي».
كره الضوضاء:
- إن الضجة والضوضاء أكثر ما يضايق و يزعج المفكرين.
من الجزئي إلى الكلي:
- الانطلاق من الجزئي إلى الكلي ومن ضيق النظرة إلى اتساع الرؤية من أهم ما يميز المفكر.
- والمفكر يهتم بالأمور الكلية واكتشاف الحقائق، ويعشق العبور في كل الاتجاهات.
- ولا يعبر الجزئي إلى الكلي فحسب ولكنه يعبر الكلي إلى الجزئي أيضًا.
الشعور بالمسؤولية:
- المفكر شديد الدقة في أحكامه واستنتاجاته، لأنه يعرف أن هناك من يتلقى كلامه.
- ومنهم الشباب الذين يغيرون قناعاتهم واتجاهاتهم بناء عليه.
استقلالية المفكر:
- فالمفكر يبذل جهدًا متواصلًا في بناء عقلية متحررة من كثير من القيود التي يواجهها في حياته.
- يتبوأ المفكر منزلة ثقافية وعقلية، هي فوق منزلة المثقف ودون منزلة الفيلسوف.
والمرء في نهاية المطاف ليس شيئًا أكثر من اهتماماته ومهامه وأخلاقه! أنت ما عليه الآن هو حصيلة اهتماماتك وتفكيرك وقراراتك، وتكون ماعليه بعد سنين هو ما اخترت من طريق وما تقوم به الآن.
إعداد: جيهان العلي | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة
التعليقات