لا اختلاف بيننا على أهمية الوقت وضرورة استغلاله فيما يفيد، فقد قال الناس في ذلك وأطالوا. لكن يظل السؤال: لماذا لا ننجز في يومنا أو في حياتنا بشكل عام؟ والرأي في ذلك أن هؤلاء الذين يدركون قيمة وقتهم وكيفية إدارته وتنظيمه. وبالرغم من ذلك لا يستطيعون تحقيق إنجازًا صغيرًا كان أم كبيرًا. قد أخذهم حماس البدايات، تلك الرغبة في إنجاز عدد كبير من الأشياء في وقت يكفي بالكاد لتحقيق القليل منها. الرغبة في تغيير كل شيء بين عشية وضحاها.
المشكلة التي تواجه تحقيق تلك الأهداف:
- لكن طالما أن هذه الأهداف مفيدة إذًا فأصل المشكلة ليس في أنه لا يوجد وقت كاف لتحقيق هذه الأشياء.
- ولا في أنها غير قابلة للتحقيق أو شيء من هذا القبيل.
- المشكلة في وقت اختيارنا لتحقيق تلك الأهداف، ولا أعني بذلك المدة ولكن المرحلة التي اخترناها لنحقق ما نريد.
- لأن كل فترة لها أولوياتها التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار حين وجود الرغبة في تحقيق عدة أشياء متباينة.
- الحل باختصار هو ترتيب الأولويات!
- فمثلًا: أنت طالب في المرحلة الثانوية تقرر فجأة أنك تريد أن تدرس البرمجة، وتتعلم لغة جديدة، وتتعلم طرقًا جديدة للمذاكرة بذكاء.
- وتمارس رياضة ما، وتشارك في عمل تطوعي.
- إلى آخره من تلك الأشياء التي يرغب كثير منا في تحقيقها ولا يصل في النهاية إلى إنجاز أي منها.
- لأن ما يحدث هو أننا نندفع بحماس ونحاول تحقيقها كلها في وقت واحد.
ما هو الحل لمشكلة تنظيم الوقت؟
- الحل كما قلنا يكون بترتيب الأولويات، ويتم ذلك على مرحلتين:
- ترتيب الأهداف حسب أهميتها وتأثيرها في المرحلة الحالية.
- تخصيص جزء من وقتنا لكل هدف حسب أهميته.
نتيجة تطبيق تلك الخطوات:
- إذا طبقنا هاتين الخطوتين على المثال السابق مثلًا، فسنضع الدراسة على رأس أولوياتنا.
- خاصة وأن تفكيرنا في باقي ما ذكرنا قد لا يكون إلا وسيلة منا للتهرب من الدراسة خاصة وأنها أشياء تبدو مفيدة للغاية.
- لكن حتى الأشياء المفيدة قد تعود علينا بالضرر إذا أوليناها كل اهتمامنا في غير وقتها.
- وذلك لا يعني بالضروة التخلي عن تلك الأهداف.
- فهنا تأتي الخطوة التالية وهي منح كل هدف من تلك الأهداف جزءًا من وقتنا اليومي يتناسب مع أهميته للمرحلة الحالية.
- ونكمل توضيحنا أيضًا على المثال الذي ضربناه، بعد أن وضعت الدراسة على رأس أولوياتك يمكنك ترتيب أهدافك بما يتناسب مع تلك الأولوية.
- فتجعل تعلم طرق جديدة للاستذكار هدفك الأول.
- وممارسة الرياضة تاليًا له حتى يتسني لك تفريغ الضغط التي تولده الدراسة عن طريقها.
- فتلزم نفسك مثلًا بالمشي لمدة نصف ساعة يوميًا أو أداء التمارين لمدة عشر دقائق في الصباح.
- وتسعى إلى تحقيق هدفك لتعلم البرمجة بأن تخصص لها ساعتين مثلًا في عطلة نهاية الأسبوع.
- وتخصص يومًا للأعمال التطوعية كل أسبوعين.
- ونزيد في التأكيد على أن استمرارك في تلك الأعمال البسيطة حتى تزول أولوية الدراسة.
- خير من التخلي عن تلك الأهداف بالكلية أو صب كل اهتمامك عليها مجتمعة وعدم تحقيق أي منها في النهاية.
ولا تستهن بتلك الخطوات البسيطة في البداية، فاكتساب العادات يبدأ أولًا بترسيخها ثم بعد ذلك تطويرها. وفي النهاية يمكن القول أن تطبيق مبدأ ترتيب الأولويات وحده على كبار الأمور وصغارها في حياتنا كافي لتحقيق تغيير كبير يصل بنا إلى تحقيق ما نريد بمشيئة الله.
إعداد: تامر محمود | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة
التعليقات