يتذكر أغلبنا تلك اللحظات الأولى له في المدرسة عندما بدأنا نخوض تجربة الاستقلالية أو الفطام كما يسمى نفسيًا. ولكن هذا الشعور بأننا كبرنا لم يكن يمنعنا من مشاركة يومياتنا المدرسية مع أهلنا في المنزل وخاصة الإيجابية منها. إلا أن التنمر كتجربة سلبية تمنع الطفل من التحدث عنها لوالديه لمجرد الشكوى حتى.لأنه يعرف مسبقا ردة فعليهما وأنه سيكون ضحية مرة أخرى؛ لذلك لابد من الأهل ملاحظة التغييرات السلوكية والمزاجية على الطفل خاصة فور عودته من المدرس.
كيف نتعامل مع التنمر المدرسي؟
- للتعامل الأمثل مع التنمر المدرسي تم تطوير برنامج مدرسي واسع comprehensive wide programs بالتعاون بين الإدارة التربوية والطلبة والمعلمين وأولياء الأمور والمجتمع المدني.
- بحيث يكون هدف هذا البرنامج هو تغيير ثقافة المدرسة، وتأكيد الاحترام المتبادل، والقضاء على التنمّر ومنع ظهوره.
- ومن المفيد جدًا في هذه الحالة الانطلاق من برنامج ألويس لمكافحة التنمر الذي تم تطويره في الثمانينيات من قبل العالم النفسي النرويجي دان ألويس.
- ويهدف البرنامج لمكافحة التنمر ومساعدة الأطفال على العيش بشكل أفضل وجعل بيئة المدرسة أكثر ايجابية.
- وقد استخدم برنامج ألويس في أكثر من اثني عشرة دولة على نطاق العالم.
- وقد أظهرت الدراسات أن حالات التنمر في المدارس التي استخدمت هذا النظام قد تراجعت بنسبة 50% خلال عامين.
- كما يعتبر أهم جزء في برنامج ألويس هو تشجيع شهادة الشهود أو الغالبية المهتمة من الطلبة الذين لم يتعرضوا للتنمر و لم يقوموا بالتنمر على أحد.
- ويتم تطبيق هذا البرنامج على مدى عدة سنوات، تتخللها وقفات لتقويم النتائج ولقياس مدى فعاليته في التقليل من انتشار ظاهرة التنمر والتخفيف من حدة آثارها.
كيف أحمي طفلي من التنمر؟
- لا بد للأهل من اتخاذ خطوات قبل دخول الطفل للمدرسة تساعده على تكوين شخصيته بشكل سليم حيث لا يكون عرضة للتنمر أولًا.
- وقادرًا عن الدفاع عن نفسه ثانيًا يكون ذلك بالتركيز على شخصيته وردات فعله.
- بحيث يتم تشجيعه على الاندماج بالنشاطات الاجتماعية باتخاذه أدوار إيجابية وملاحظة سلوكه أثناء اللعب.
- حيث يتفق علماء التربية والنفس أن اللعب والرسم الحر كلاهما نشاط محبب للأطفال.
- فهو يساعد على التعبير عن النفس خباية الشخصية وذلك بحسب دراسة نُشرت عام 2000.
- أن الحرمان من اللعب يشكل سلوك انعزالي يصعب معه إظهار سلوكيات التجنب الطبيعية عند التعرض لمثير مسيطر.
- كما أن اتباع نصائح وإرشادات التربويين أمر أساسي في التنشئة السليمة.
- وخاصة فيما يتعلق بتكوين مهارات تأكيد الذات عند الطفل ورفع ثقته بنفسه من خلال ممارسة النشاطات اليومية.
- وفي حال اكتشاف تعرض الطفل للتنمر ينصح بتمالك النفس دون إلقاء اللوم عليه أو تهديده بالضرب إذا تعرض لهذا الموقف من جديد.
- فذلك سيؤدي إلى لجوء الطفل لإخفاء الحقيقة عن الأهل خوفًا من العقاب.
ما هي خطوات حماية طفلك من التنمر؟
ومن الأفضل إتباع عدة خطوات أتفق عليها أخصائيو التربية وهي:
- معرفة شكل التنمر من الطفل من خلال فتح حديث ودي تشاركي لإيجاد الحل المناسب.
- إشاره لضرورة الابتعاد عن المشاجرات.
- التواصل مع إدارة المدرسة ومعلمة الصف.
- طلب مقابلة الطفل المتنمر والحديث مع وإرشاده بشكل ودوي تحت إشراف مدير المدرسة والمعلم.
- فهو أيضا ضحية لتنشئة اجتماعية وخاصة في مرحلة التعليم الابتدائي.
ومن المنصف القول أن الحد من ظاهرة التنمّر مسؤولية مجتمعية يتقاسمها كل فرد من الأفراد. فمسؤولية المجتمع المحلي في الحد من التنمر لا تقع فقط على المدرسة والأهل؛ بل أيضًا على كل شخص يصادف موقف التنمّر سواء في الشارع أو أي مكان عام سواء بين الأطفال أو بين الكبار.
المراجع:
- موقع يونسيف مصر
- مجلة البحوث التربوية والنفسية العدد 35 لعام 2012
- ويكيبديا
- موقع موضوع دوت نت
إعداد: مريم الجراقي | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة