فالكايزن هو القيام بخطوات صغيرة ومريحة ولكن بثبات هائل. (أن تكون المهمة صغيرة جدًّا هو أمر مهم كي تكون سهلة لدرجة أنك من المستحيل أن تفشل فيها أو أن تتكاسل عن القيام بها). فأنتِ عوضًا عن التزامكِ بنظام قاسٍ فجأة للتخسيس، ما رأيكِ لو أنك بدأتِ بممارسة المشي لمدة دقيقة واحدة كل يوم أمام التلفاز؟ دقيقة واحدة فقط!
حل مشكلات صغيرة:
هناك ثلاثة مكونات أو عناصر مساعدة لتطبيق طريقة الكايزن في حياتك:
العنصر الأول: المشكلات الصغيرة
- نحن معتادون أن نعيش مع المضايقات الصغيرة، ولا ننظر إليها على أنها شيء مهم يستدعي منا أن نجد له حلًّا.
- ولكن عندما نتجاهلها؛ فالمشكلات الصغيرة ستتراكم وستغلق طريقك بالنهاية.
- لكن لو انتبهت لها وتعاملت معها من البداية ستوفر على نفسك سنوات من التصحيح غالي الثمن.
- انظر إلى المشكلات الصغيرة على أنها علامات تحذيرية.
- تخيل أن زوجة تشتكي من أن زوجها لا يتعاطف معها ومع الناس بصورة مناسبة؛ تلك مشكلة كبيرة لا يمكنها تحملها.
- عندما نرجع بالزمن للماضي سنجد أن المشكلة الكبيرة تلك ظهرت على شكل مشكلات صغيرة في فترة الخطوبة.
- ولكنها تجاهلتها ولم تتعامل معها وهذا ما أوصلها لذلك الوضع.
- ليس من الحكمة أن تتجاهل المشكلات الصغيرة أو تستصغرها.
قدم مكافآت صغيرة:
العنصر الثاني: المكافآت الصغيرة
- إن كنت تطمح لتدريب نفسك أو الآخرين على اكتساب عادات جديدة.
- فأفضل أسلوب لتشجيعهم – أو تشجيع نفسك- على ذلك هو أسلوب المكافآت الصغيرة (الصغيرة جدًّا).
- لا تستحقر المكافآت الصغيرة لأنها محفز مهم.
- دعنا نشرح ذلك في مثال على مستوى الحياة العملية:
- تخيل شركة تقدم للعاملين مكافآت مالية ضخمة كنسبة من حجم المال الذي توفره أفكارهم للشركة.
- أسلوب جميل سيشجع الموظفين ليعملوا ويقدموا أفكارًا أفضل للشركة.
- ولكن مشكلة هذا التحفيز – حسن النية – هو أنه سيجعل العمال غير مهتمين إلا بالأفكار الضخمة الكبيرة.
- التي ستوصّل فقط إلى مكافآت مالية ضخمة وفورية ولن يهتموا بأي شيء آخر.
الحافز الداخلي:
- أيضًا هناك نقطة خطيرة، في الطبيعة البشرية كلما كانت المكافآت الخارجية والحافز الخارجي كبيرًا قلَّ الحافز الداخلي إلى أن يتلاشى تمامًا في النهاية.
- لأن المكافآت ستتحول لهدف في حد ذاتها وتحل محل الرغبة الطبيعة عند العمال في العمل.
- وبمجرد انتهاء نظام المكافآت الخارجي سيتلاشى لديهم أي حافز للاستمرار في السلوك المنشود.
- على العكس منها، المكافآت الصغيرة، المكافآت الصغيرة تشجع الحافز الداخلي.
- لأنها تعدُّ شكلًا من أشكال الاعتراف والتقدير وليس مكسبًا ماديًّا مباشرًا.
- فهي تشير إلى اعتراف الناس وتقديرهم للعمل وبذلك تزوّد حافز الشخص الداخلي كي يساهم أكثر في العمل ويطوّر أكثر من مهاراته.
مثال على المكافآت الصغيرة التي نتحدث عنها:
- رسالة شكر.
- كلمة بسيطة تعبيرًا عن الحب والاهتمام.
- مجاملة من المشرف.
أشياء قد لا تكون ذات قيمة مادية، ولكنها ستعطي للشخص شعورًا بالاعتراف والتقدير.
اكتشف اللحظات الصغيرة:
العنصر الثالث من العناصر المكملة: اللحظات الصغيرة
- طريقة الكايزن تتطلب العيش بوتيرة أبطأ والاحتفاء باللحظات الصغيرة.
- العيش بهذا الأسلوب سيقودك للحصول على دفعات يومية نحو التفوق والكمال تجاه هدفك.
- هناك فكرة منتشرة عن أن التغيير والتقدم للأمام يأتيان في لحظات استثنائية.
- كرؤية تأتي للعالم أو الفنان في أثناء جلوسه في صومعته منعزلًا يعذب نفسه بالتفكير! ولكن هذا غير صحيح
- اللحظات العظيمة لو تتبعنا معظمها سنجدها تأتي في لحظات يومية عادية.
- تأتي من الاهتمام اليومي في العمل بالأمور الصغيرة، اللحظات التي تبدو عادية جدًّا.
- تلك هي اللحظات التي تأتي فيها أفكار التغيير العظيمة، ولذلك عليك أن تهتم بها.
أيضًا، عندما تكون منخرطًا مثلًا في لحظات التغيير وشعرت بالإرهاق أو التعب، يمكنك أن تستخدم مبدأ اكتشاف اللحظات الصغيرة هذا كي يساعدك لأن تجد لحظات البهجة المختبئة. دائمًا، عندما قيامك بأي عمل ابحث عن الأجزاء الممتعة الممكنة فيه حتى وإن كانت صغيرة وفكر فيها.
الأشخاص الناجحون في تحسين عاداتهم هم من يمكنهم تحويل التمرينات البدنية أو تناول الطعام الصحي لمصدر للسرور والفخر. كما أننا يمكننا أن نتعرف على المبدع الحقيقي عن طريق قدرته الدائمة على اكتشاف عناصر تستحق الملاحظة حتى في أشد الأمور شيوعًا وتفاهة.
إعداد: أحمد هشام | مراجعة وإشراف: هند يونس