غرناطة أو إغرناطة هو اسم مشتق من الأصل اللاتيني (granatum، “pomegranate) وتعني الرمانة. وقد سميت كذلك لجمالها، ولكثرة حدائق الرمان التي تحيط بها.
إنشاء مدينة غرناطة:
يرجع إنشاء هذه الدولة إلى قبيلة بنو مناد البربرية حيث تنستب هذه الأسرة إلى قبيلة صنهاجة – إحدى أهم القبائل في المغرب العربي- في عهد المنصور بن أبي عامر الذي استطاع أن يستميل قلوب كثير من البربر إلى جانبه حتى شجعهم للقدوم إلى الأندلس، فدخلتها قبائل من صنهاجة يتزعمهم زاوي بن زيري حيث أكرمهم المنصور وقرب منازلهم وصاروا له عضدا وسندا في إرساء قواعد دولته.
وبعد وفاة المنصور سار أبناء المظفر وعبد الرحمان على هذه السياسة حتى إذا ثارت الفتنة بعد مقتل هذا الأخير لعب البربر دورا هاما فيها ووقفوا بجانب سليمان المستعين الذي نجح في القضاء على خصمه المهدي وبذلك كافئ البربر على مساندته بتوليتهم على بعض المدن فأعطى لقبيلة صنهاجة وفي مقدمتهم زاوي ورجاله ولاية ألبيرة، ورغم كون هذه المدينة من قواعد الأندلس الجليلة والأمصار النبيلة آنذاك، حسب النؤرخين فإنّ وقوعها في سهل منبسط مكشوف جعلها عرضة لأي عدوان خارجي، وخاف البربر على أنفسهم وأموالهم من أعدائهم الأندلسيين.
الأندلس:
وفي سنة 1013 م ارتأى زعيمهم زاوي بن زيري أن يختطّ مدينة جديدة في موقع حصين تؤمن له ولقومه الحماية وتساعدهم على صد الأعداء فوقع الاختيار على غرناطة التي سرعان ما أخذت مكان إلبيرة. وبعده تزعمهم ابن أخيه حبوس بن ماكسن الذي نعمت غرناطة في عهده بالأمن والاستقرار، وخلفه بعد وفاته ابنه باديس الذي وصف بأنه أقوى ملوك البربر وقد استطاع باديس أن يسقط حكم خيران العامري سنة 429 هـ وتمكن من مد نفوذه وتوسيع مملكته.
وكان باديس ومن قبله والده حبوس قد عهد في تدبير الوزارة إلى أسرة يهودية كان أولها إسماعيل بن نفزالة، وبعد وفاته خلفه ابنه يوسف وفي عهد يوسف تعاظم شأن اليهود قي غرناطة ولعبوا دورا في الحياة السياسية والاجتماعية حتى أن يوسف حاول تدبير مؤامرة لإسقاط حكم باديس وتسليمه لابن صماد أمير ألمرية.
وهذا بالإضافة إلى طعنه في الإسلام وبعد أن ضاق الحال بأهالي المدينة من اليهود، قامت ثورة ضدهم سنة 459 هـ /1066م قتل قيها يوسف بن إسماعيل واستأصل الناس شقفة اليهود في غرناطة. وخلف باديس الحكم حفيده عبد الله بن بلقين الذي أزال حكمه المرابطين بعد ذلك. تعتبر مدينة غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس حيث سقطت في يد الصليبين سنة 1492م.
إعداد: خليل حاج قويدر | مراجعة: هند يونس | إشراف: مصطفى فرحات