مع فواتح القرن العشرين شهد الشعر العربي تطورًا متسارعًا. وظهور شعراء وأدباء كانوا أهلًا لإعادة الشعر العربي لمنزلته الرفيعة بعد عصور الانحطاط كما تصفها كتب نقاد الأدب. إذن كيف استعاد الشعر رونقه الأدبي مرة أخرى بعد الاضمحلال والانحطاط الذي أصابه؟
دور المجددين في إحياء الشعر:
- كان على رأس المجددين والمحين لهذا اللون الرفيع من الأدب نخبة من الشعراء.
- اصطلح على تسميتهم باسم شعراء الإحياء والبعث مؤسس هذه المدرسة بلا منازع هو محمود سامي البارودي.
- وأشهر شعرائها أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم وأحمد محرم.
- حاول هؤلاء الأدباء الكبار إحياء الشعر العربي كما كان في عصور تألقه في الماضي.
- فنظموا على طريقة شعراء العصر الجاهلي والعباسي وبدأ تأثرهم بالتراث واضحًا من حيث الوزن و القافية وأغراض الشعر ووحدته الموضوعية.
معارضة الشعراء القدامى:
- بل أن بعضهم عارض قصائد قديمة ولاقت أشعارهم رواجًا وأعادت الشعر العربي للواجهة مجددًا بعد أن كاد يضمحل.
- إلا أن هذه المدرسة لاقت اعتراضًا من بعض الأدباء وأخذ هؤلاء عليها مآخذ عدة.
- نذكر منها استخدامهم للغة التراث وعدم التزامهم بالوحدة الموضوعية والمبالغة في المحسنات والصور القديمة.
- من وقوف على الأطلال وعدم التجديد في الأغراض الشعرية وكثرت معارضتهم للقديم من الشعر.
مدرسة الديوان:
- كانت هذه المآخذ نواة كتاب الديوان الذي اتخذه العقاد والمازني اسما لمدرستهم فيما بعد.
- انضم إليهم عدة من الشعراء منهم عبد الرحمن شكري.
- كانت أهم مميزات هذه المدرسة عدم التزامهم بالقافية الموحدة للقصيدة والتزامهم بالوحدة الموضوعية للقصيدة.
- وتأثرهم بالمدرسة الرومانسية الغربية؛ بدا ذلك في الميل للطبيعة وبثها همومهم وآمالهم.
- مع مسحة من التشاؤم والحزن والكتابة بلغة عصرهم ورفضهم الشديد لقصائد المناسبات.
- وكذلك ظهرت مواضيع جديدة في أشعارهم كالتأمل في الكون وأسرار الوجود والميل للفلسفة.
- والإفصاح عن العاطفة مما جعل قصائدهم قليلة الصور، تبدو جافة.
تشتت أعضاء المدرسة:
- كان هذا الجفاف في الصور والمحسنات والمبالغة في الغوص في الأفكار الجافة.
- إضافة الى انشقاق شكري عن زميليه وانشغال المازني بالصحافة.
مدرسة أبولو:
- أدى ذلك إلى انطلاق مدرسة جديدة تأسست على يد أحمد زكي أبو شادي عرفت باسم مدرسة أبولو.
- نسبة إلى إله النور لدى اليونانيين واتخذت من خليل مطران أبا روحيا لها.
- وكان من أبرز أصحاب هذا الاتجاه شعراء كبار من أهمهم إبراهيم ناجي وأبو قاسم الشابي وعلي محمود طه.
- تميزت هذه المدرسة بتأثرها الشديد بالرومانسيين الأوروبيين وبشعراء المهجر.
- ووجد هؤلاء ضالتهم في أشعار الحب والأشعار الحزينة التي تعبر عن غربة الإنسان وخصوصًا الشاعر.
- كما تفيض أشعارهم بالأحاسيس المرهفة والصور الجديدة.
شعراء المهجر:
- يُطلق هذا الاسم عادة على الشعراء العرب الذين هاجروا إلى بلاد غير عربية وكتبوا أشعارهم فيها.
- أغلبهم من أصول شامية من أشهرهم ميخائيل نعمة، إليا أبو ماضي، جبران خليل جبران.
- شكل هؤلاء وغيرهم الرابطة القلمية وكانت أشعارهم تتميز بالرومانسية الشديدة والتأثر بالفلسفة، وحدة الموضوع، والحنين إلى الوطن الأم.
هذه كانت إطلالة سريعة على إبرز المدارس الشعرية في الشعر العربي الحديث، والتي شكلت مجمل النشاط الشعري في القرن المنصرم كما أن هناك مدارس أخرى مثل: مدرسة الغابة والصحراء وشعراء التفعيلة وكذلك شعراء قصيدة النثر فلعلنا نتحدث عنها في مقالات أخرى.
إعداد: معاذ الزبيدي | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة
التعليقات