تُعد إدارة الوقت من أساسيات النجاح في الحياة، وخاصةً في عصرنا هذا المُكتظ بالإلتزامات، والمسؤوليات التي يَنبغي أن يقوم بها الفرد في حياته. وإن التحرر مِن خرافة عدم وجود الوقت هي أولى المحطات التي ننطلق منها إلى حياة مُنظَمة، واستغلال أمثل للوقت، وبالتالي للحياة بشكل عام.
– مفهوم الوقت
- أوردَ المعجم الوسيط معنى الوقت بأنه «مقدار من الزمن قُدّر لأمر ما»، و يُعتبَر الوقت أيضًا مِن المُتغيرات البيئية الخارجية التي ليس لأية سلطة قدرة على التحكم فيها.
- فَليس هناك من يَستطيع تقديم أو تأخير الوقت أو حتى زيادته أو تقليله.
- ويَأتي الوقت على قمة عَناصر أو مؤشرات التقييم حيث يَربط النجاح.
- أو الفشل في تحقيق الأهداف بالمدى الزمني المُحدد لِذلك، ويُعتبر الوقت ذا أهَمية قصوى في حياة الإنسان.
– إدارة الوقت
- بداية نتطرق إلى معنى الإدارة وهى كما ورد في معجم مصطلحات العلوم الإدارية الموحدة للدكتور «بشير عباس» تعريفًا للإدارة.
- بأنها «فن أو علم توجيه، وتسيير، وإدارة عمل الآخرين؛ بهدف تحقيق أهداف محددة وهي عملية اجتماعية تترتب عليها المسؤولية من تخطيط، وتنظيم أعمال مشروع ما.
- وعلى ذلك فإن إدارة الوقت هي عملية التخطيط ومُمارسة السيطرة الواعية على الوقت الذي يَقضيه في أنشطة محددة.
- خاصةً لزيادة الفعالية، والكفاءة، أو الإنتاجية، وكما أن الوقت يتسم بالجمود فلا يمكن ادخاره، أو تعويضه، أو تأجيله.
- وبالتالي ندرك اختلافه عن بقية الموارد البشرية والطبيعية والمادية.
- لذا من الممكن إيجاز تعريف إدارة الوقت بعبارة أخرى «أنه الاستخدام الجيد والصائب للوقت المُحدد والمسموح به لتحقيق غايةٍ محددة».
– أهمية إدارة الوقت
1. السيطرة على يومك:
- فعندما تبدأ يومك ولديك تصور واضح عما ستفعله خلال هذا اليوم.
- يُصبح لديك القوة على إدارة المستجدات، والطوارىء التى قد تُقابلك أو تحاول عرقلتك.
2. يتيح لك الاستغلال الأمثل ليومك:
- عندما يكون لديك برنامج واضح لإدارة وقتك، يكون لديك في حقيقة الأمر نظارة نقية ترى من خلالها وبوضوح المساحات الشاغرة في وقتك.
- مما يُساعدك على استغلالها الاستغلال الأمثل، ويعطيك الحماسة والطاقة للتعامل مع كل دقيقة وثانية.
3. يسمح لك بإيجاد وقت للاجتماعيات والترفيه:
- إدارتك السليمة لوقتك ستجعل لديك متسع من الوقت للالتفات إلى عائلتك، وأصدقائك.
- ويُساعدك على تنمية نشاطاتك الاجتماعية، بالإضافة على وفرة وقت للقراءة، والترفيه.
– مضيعات الوقت
- ورغم أهمية الوقت في حياتنا، ودوره في تحقيق أهداف الفرد، فإن البعض قد لا يستدرك قيمته ويهدره في أشياء لا قيمة لها.
- ولكى نتغلب على مضيعات الوقت لابد أولًا أن نتعرف على ماهية مضيعات الوقت.
1. المماطلة والتأجيل
- الكثير من الناس قد يقومون بالتأجيل والمماطلة في تنفيذ المهام المطلوبة منهم.
- على الرغم من أنهم قد يكون لديهم وقت كاف لإكمال هذه المهمات، وفي الحقيقة فإن هناك أسباب للتأجيل والتسويف وهى:
أ- الإرغام:
- لا إراديًا المرء يهرب من الشيء المُكلف بعمله، إذا كان هذا الشيء تكليفًا مباشرًا.
- ويستلزم جهد وعمل، فالنفس الإنسانية دائمًا ما تعشق الركون إلى الراحة والدعة.
ب- عدم توفر الحماس:
- إذا لم يتوافر لدى المرء مِنا الحماس اللازم للقيام بعمل ما، فإنه سيجد نفسه مندفعًا نحو الابتعاد عن هذا العمل، ومحاولة تفاديه.
2-الخلط بين أهمية الأمور
- فكثيرًا من البشر لا يعرف أولوياتهم، ماذا يُقدمون وماذا يُؤخرون، بأي الأمور يبدؤن، ما الذي يودون عمله، وما الذي ينبغي تأجيله.
3- عدم التركيز
- فقد تبدأ في عمل شيء، ثم تتوقف للقيام بمكالمة، أو لعمل شيء آخر، هذا من شأنه أن يضيع الكثير من الوقت.
4- عدم قدرتك على قول لا
- الشخص الذي يستحي من رفض الزيارات، والدعوات، والمحادثات التي ليس لديها موعد سابق يجد نفسه ضائعًا غير قادر على امتلاك وقته.
5- التخطيط الغير واقعى
- بإن نُخطط وننظم أمورنا بشكل غير منضبط، فالأمر الذي يستهلك 5 أيام نعطيه يوم أو يومين.
- والمهمة التى تستوجب يومين نعطيها أربعة أو خمسة، فهذا من شأنه أن يشيع الفوضى في حياتك، ويستهلك كذلك وقتك.
6- المجهود المكرر
- بأن تكون منهمكًا في شيء ما، ثم تتركه لتفعل شيء آخر، ثم تعود مرة أخرى لما كنت تقوم به.
- هذا الأمر يجعلك تبذل جهدًا مضاعفًا، لما يجب أن تبذله.
تذكر أنك أنت مدير وقتك، وأنك قادر على السيطرة على حياتك، واقرأ وتعلم وطبق ما تعلمته. ولا تنس أنك عدد أيام وكل يوم يمضي عليك يمضي ببعضك، فخفض في الطلب، وأجمل في المكتسب، تابعونا في الجزء الثاني.
إعداد: سمر عثمان مراجعة: سماء إبراهيم, هند يونس إشراف: محمد جودة
التعليقات