دماغ الغراب يختلف تمامًا عن هيكلية الدماغ البشري إذ أنه كما ذكرت سابقًا افترق عن تطور البشر قبل ٣٠٠ مليون سنة، لكنه تطور بشكل يسمح للغراب بتمييز الوجوه والتواصل والتفكير المركب.
التجارب التي تجسد مدى ذكاء الغراب:
- قام الباحثون بوضع قطعة من اللحم داخل قفص.
- لا يمكن الوصول إلى القطعة إلا عن طريق استخدام عودة خشبية طويلة بشكل كاف لسحب قطعة اللحم إلى خارج القفص.
- يوجد خيط مربوط به قطعة خشبية قصيرة (غير كافية لجلب قطعة اللحم من داخل القفص).
- أيضاً يوجد قطعة خشبية طويلة بشكل كاف لكنها داخل قفص خشبي آخر لا يمكن للغراب أن يجلبها إلا عن طريق استخدام القطعة الخشبية المربوطة بالخيط.
- إذاً يوجد ثلاث خطوات يتوجب على الغراب فعلها لكي يحصل على الطعام.
- فك الخشبة القصيرة من الخيط.
- جلب القطعة الخشبية الأطول من داخل القفص باستخدام الخشبة القصيرة.
- استخدام القطعة الخشبية الطويلة لجلب قطعة اللحم.
هل نجح الغراب في هذه التجربة؟
- استطاع الغراب تجاوز هذه التجربة بسهولة ومن أول محاولة، يوجد تجارب أكثر تعقيدًا أيضًا يستطيع الغراب تجاوزها بسهولة.
- الغراب مثلًا قادر على استخدام المرآة وفهم مبدأ انعكاس الضوء إذ أنه قادر على إيجاد طعام عبر استنتاج مكانه من انعكاس المرآة.
الغراب والمجتمعات المختلفة:
- بعض الحكومات تخصص ميزانية خاصة لدراسة ذكاء الغراب إذ أن قدرته على التواصل وتمييز الوجوه من بين ألاف الوجوه هي قدرة قد يكون لها فوائد هامة من النواحي العسكرية والاقتصادية.
- أيضاً تعمل وكالة الفضاء ناسا على استخلاص طرائق للتواصل مع الغراب إذ أن التواصل مع كائنات غير أرضية سيكون شبيها بالتواصل مع الغراب حيث أنه يمتلك ذكاء مختلفا عن ذكاء الثدييات.
عند الموت:
- عندما يموت أحد الغربان فوق حقل ما فإن الغربان تغير مسار طيرانها وتتجنب الطيران فوق ذاك الحقل لمدة طويلة.
- أيضًا بعد موت أحد الغربان تقف جميع السربان لعدة ثوان بصمت تام ثم يحلق الجميع دون أي صوت وكأنه طقس جنائزي للغراب الميت.
الشؤم:
- أيضًا يوجد علاقة تعاون بين الغراب والدببة في الطبيعة.
- في كل عام يستيقظ الدب من سباته ويبدأ برحلة البحث عن الطعام واصطياد سمك السلمون.
- الغراب يقوم بدور الاستطلاع من الجو فما أن يجد مجمعًا من الأسماك يبدأ بإصدار زعقات محددة يميزها الدببة مفادها “وجود السلمون في هذه المنطقة.
- الدب يصطاد السلمون ويأكل ما يأكله ثم يترك كمية لا بأس بها يستطيع الغراب أكلها.
- هذه الشراكة بين الإثنين ناتجة عن ذكاء الغراب الذي استطاع استغلال الدب ليحصل على مورد غذائي سهل.
التجارب التي تجسد مدى ذكاء الغراب:
- طبعًا بعد سرقة البيض من أعشاش الغربان أصبح الشخص الذي سرق البيض غير مرغوب به وبدأ الغربان بإصدار زعقات تنبيه وتحذير كلما رصدت هذا الشخص في الجوار.
- بعد مرور خمس سنوات ومتابعة الغربان المزودين بجهاز الرصد GPS تم ملاحقتهم والعثور عليهم.
- جدير بالذكر أن هؤلاء هم أبناء الغربان الذين تعرضوا للسرقة؛ مما يعني أنهم لا يذكرون الحادثة لأنهم كانوا صغار عند وقوع السرقة. وبالفعل تم تحديد موقع أحد الغربان الخمسة (البقية ماتت).
بعد سير الباحث بالقرب من الغراب دون القناع كانت ردة الفعل طبيعية، لكن حال ما لبس الباحث القناع نفسه الذي استخدمه أثناء سرقة البيض كانت ردة فعل الغراب بأن يزعق وينبه الجميع عن وجود خطر محدق. إذاً الغربان علّمت أبنائها أن تميز هذا الوجه وأن تتنبه منه في المستقبل واستطاعت تمرير هذه المعلومة للجيل الجديد. هذه نقطة مهمة جداً في عالم الأحياء إذ أنها ترمز لوجود وسائل تواصل وتعلم تراكمي بين المجموعة.
إعداد: ندا محمود | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة
التعليقات