من الطبيعي أن يشعر المرء بالخوف والقلق من فترة إلى أخرى، ولكن إذا كان القلق يُراود الإنسان خلال فترات متقاربة ومن دون أي سبب حقيقي لدرجة أنه يُعيق الأعمال اليومية فعلى الأرجح هذا الإنسان يُعاني من اضطراب القلق. وهذا الاضطراب يُسبب القلق الزائد وغير الواقعي، وهو يفوق أي رد فعل أو خوف طبيعي على حالة معينة.
– ما هو القلق؟
- القلق هو حالة نفسية تخلق شعور غير سار يرتبط عادة بعدم الارتياح والخوف أو التردد.
- غالبًا ما يكون القلق مصحوبًا بسلوكيات تعكس حالة عدم الارتياح والتوتر، مثل: الحركة أو تكون عبارة عن أعراض جسدية، بالإضافة إلى ذلك هو شعور مصحوب بالخوف من أحداث متوقعة، مثل: الخوف من الموت، وعند التفكير به يؤدي إلى الشعور بالخوف والهلع.
- هو أيضًا حالة مزاجية تحدث من دون أن يكون هناك آثار على تحفيزها، ولذلك فإن القلق يختلف عن الخوف.
- فالقلق هو نتيجة لتهديدات لا يُمكن السيطرة عليها ولا يُمكن تجنبها.
- وقد يصحب القلق مشاكل في التركيز، وتشنج عضلي، حدوث أرق بالإضافة إلى التعب.
- وتقول آراء أخرى أن القلق هو عبارة عن حالة مزاجية موجهة نحو المستقبل وبذلك يكون المرء متجهزًا نحو أخطار المستقبل من دون التمييز بين الأخطار الحالية والأخطار التي سوف تحدث.
– هل يُمكن اعتبار القلق رد فعل؟
- يُعتبر القلق أيضًا رد فعل طبيعي للوقوع تحت الضغط حيث أنّه يُساعد الشخص على التعامل مع الأحداث والمواقف الصعبة.
- ولكن في حال أصبح قلقًا مفرطًا، فذلك يدفع الشخص للابتعاد عن الحالات والمواقف التي تُؤدي إلى الاضطرابات القلقية.
ويندرج القلق تحت عدة أنواع منها:
1. الصمت الاختياري:
- الذي يجعل الأطفال يتوقفون عن الكلام في حالات معيّنة.
2. قلق الانفصال:
- وهذا أيضًا متواجد عند الأطفال ويتمثل بخوف الطفل من أن ينفصل عن والديه.
3. الرهاب الاجتماعي:
- وهو الخوف من الانخراط مع العالم والشعور بحالات الخجل المفرط وقلة الثقة بالنفس.
4. اضطرابات الهلع:
- وهذه قد تصل إلى أعلى مستوياتها وتُؤدي إلى تسارع في التنفس وألم في الصدر.
5. القلق الوجودي:
- هذه الحالة تحدث عندما يشكك الشخص في وجوده ووجود الحياة ومعناها ومغزاها.
– هل القلق مؤقت أم دائم؟
- قد يكون القلق هو حالة تلازم الشخص لفترة معيّنة من الزمن أو يمكن أن تلازمه لمدة زمنية طويلة.
– هل لتناول الأدوية تأثير على حالات القلق؟
- ويمكن أيضًا أن يرتبط إلى حد ما بالجينات، أو باستخدام الأدوية، وفي أحيانٍ أخرى يظهر القلق مع أنواع اضطرابات عقلية أخرى، مثل:
- اضطراب ثنائي القطب.
- واضطراب الأكل.
- وبعض أنواع أخرى من الاضطرابات الشخصية.
- ومن أبرز أنواع العلاجات هي تغيير نمط الحياة، العلاج النفسي والأدوية.
– أعراض القلق:
تختلف أعراض القلق من حالة إلى أخرى، سواء من حيث نوعية الأعراض المختلفة أو من حيث حدتها.
- الصداع.
- العصبية أو التوتر.
- الشعور بغصة في الحلق.
- صعوبة في التركيز.
- التعب.
- قلة الصبر.
- الارتباك.
- الاحساس بتوتر العضلات.
- الأرق (صعوبة الخلود إلى النوم و/أو مشاكل في النوم).
- فرط التعرق.
- ضيق النفس.
- آلام في البطن.
- الإسهال.
– تأثير نوبة القلق على الشخص المصاب بها:
- ولكن نوبة القلق لا تقضي على الشخص المصاب بها تمامًا ولكنّها تترك أثرًا لديه فيتملكه إحساسًا بالقلق لدرجة معينة.
- قد يشعر المصاب بالقلق بأنه يعيش في حالة توتر دائمة، في جميع مجالات حياته.
- وقد تظهر لديه أعراض القلق على الشكل التالي، قد يشعر بأنه قلق حيال أمنه الشخصي وأمن أحبائه، أو قد يتولد لديه شعور بأن شيئًا سيئًا سيحدث، حتى إذا لم يكن هناك أي خطر محسوس.
تبدأ نوبة القلق، عادة في سن مبكرة نسبيًا، إذ تتطور أعراض الإصابة بالقلق المُتَعَمِّم بالتحديد ببطء شديد، أكثر مما هو الحال في اضطرابات القلق الأخرى. معظم الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب القلق المُتَعَمِّم لا يستطيعون تذكّر المرة الأخيرة التي شعروا فيها بالتحسن، بالهدوء والسكينة.
إعداد: فاطمة أحمد | مراجعة: هند يونس | إشراف: سماء إبراهيم