اجعل من التاريخ قضية، لا تنساق وراء الكثير بأن التاريخ ماضي وعلم لا يثمن ولا يغني من جوع، فالناس محقة لأن من على رأس هذا المجال يجعلون التاريخ هكذا. ويوظفونه وفقًا لما يريدوه، ويعطون الدرجات العلمية لمن يرضون عنه. ومن يتبعهم في فكرهم وهواهم من الباحثين وغيرهم.
كيف تجعل من التاريخ قضية؟
- اجعل التاريخ قضية أمة وقضية شعوب، ميراث حقيقي بعيوبه ومميزاته، موروث لا نخجل منه بل موروث نتعلم منه.
- وتتعلم الأجيال من أخطاء الماضي لتفسر حاضرها وتصنع مستقبل بوعي وفهم.
- فمن ليس له ماضي ليسه له حاضر ومستقبل.
متابعة دراسات المستشرقين:
- فمثًلا من متابع لدراسات المستشرقين يجيدهم يبحثون ليل نهار في دراسة الشرق وتاريخه بل تزويره.
- وبث الافتراءات عليه وعلى أحداثه العظيمة، وذلك ليضعفوا قيمة هذه الأحداث في عيون أجيال الشرق.
- فيقتلوا القدوات ويصنعوا مادة الجدال بينهم، ويقدمون دراسات حقيقية لقادة السياسة والاقتصاد حتى يعرفون مداخل ومخارج الغرب.
- وما هي الأمور التي تؤثر عليهم في فكرهم وحياتهم، فيأخذون القرار الصحيح في الزمن الصحيح.
- فأين نحن من هؤلاء وأين هؤلاء الشوامخ من الرد على هؤلاء المستشرقين وافتراءاتهم.
- بل الأعجب أن هؤلاء الشوامخ يأخذون مصادر كتاباتهم من هؤلاء المستشرقين ويفتخرون بذلك.
- ويساعدوهم في ضعف تاريخ الشعوب وخلق قضايا جدلية تزيد الشعوب عدائية وتضعف الأمم، وذلك من خلال ماضي لا يعود.
- لا يقدمون مواد التقارب بل يتفننون هم والمستشرقين في كشف كل ضعف والغطاء على كل فخر وعظمة الأحداث ونتائجها العظيمة.
التاريخ بين أيدي خاطئة:
- فأصبح التاريخ الآن يكتبه الهواة والناسخين والموظفين والتابعين، فأصبح عديم الفائدة.
- إلا في أن يستخدمه أصحاب المصالح العليا ومن في يدهم زمام أمور الشعوب، في تجهيل الناس وتضليل الشعوب.
- وذم الأحداث العظيمة في تاريخ الأمم، وبالأخص تاريخ المسلمين، بل يضربون مكانة القادة العظماء في تاريخ الأمة، حتى تضييع القدوات ويظلون على العروش.
- يستخدمون التاريخ ليس لوعي الشعوب وتقاربهم بل من أجل خلق العداء والتباعد والتفرقة بين الشعوب.
- لا يستخدمونه لتوحيد الأمة بكافة طوائفها كما كان في تاريخ الأمة بل يستخدموه لخلق عصبية الجاهلية الأولى.
- فتضيع على أيديهم وحدة الأمة وفكرة اعتصموا بحبل الله جميعًا، وتضيع معاني الوحدة في أن جعلنا الله أمة واحدة، ليكون لنا العلو ولهم الخزي.
- ولكن نجحوا بمساعدة الشوامخ والحكام، بأن يخلقوا إعلام يفرق، ودراما تزور وتضل فكر الناس، بل مستعدون أن ينفقوا ملايين الدولارات من أجل تزوير الحقائق.
- وسحر أعين الناس بأحداث تاريخية ملفقة بمساعدة الهواة والشوامخ، فعليك أن تستفيد من الاستشراق.
- وتتعلم بأن ضرب أي أمة يكمن في تزوير تاريخها وأضعاف قيمة قداوتها وإبراز الجوانب السيئة من تاريخها وطمس الحقائق والأحداث العظيمة من تواريخ الأمم.
- فهذه أصعب الحروب ولكن الأصعب أن من يدير هذه الحروب منتفعي الداخل من حكام وأكاديميين وهواة يكتبون التاريخ.
الآن تصطبغ فترة طويلة من تاريخ المنطقة العربية بصبغة أيديولوجية، في إطار صراعات بين التيارات الفكرية والسياسية التي ما فتئت تترك الحاضر والمستقبل لتنقب في الماضي باحثةً عن ساحات للخلاف والصراع، وكأن خلافات وصراعات الحاضر لا تكفيها.
إعداد: عبد اللطيف مشرف | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة
التعليقات