الإنسانُ ليس إلاّ أيام كلما نقضى منها يومًا، انقضى بعضٌ منه، هذه حقيقة عادلة، ينطبق معناها على كل بني البشر، أجل! إنها عادلة في مرورها، فإن لم تمر الآن فغدًا فكيف حالك مع الغد؟ وما محتوى حقيبتك لسفر الغد؟
– فالسؤال لم يأتي من فراغ، وإنِما لأدعك تتأمل، وتُفكر، ماذا يعني منح الله لك يوماً اضافياً؟
- رُبما حُرم صديقك، أو قريبك، أو حتى غريب منه، إياك إياك أن تتشابه أيامك، وتتماثل تجاربك.
- لا أُنكر أن الاختلاف في معناه المجرد غيرُ محبذ، لكنه في عداد عُمرك مطلب؛ لأنك أكبر من أن تكون آدميٌ أقصى مبتغاه أن يأكل، ويشرب، وبترفه.
- فإنك إن كنت كذلك فأنت دني الهمة ينطبقُ عليك قول الحكماء” الراضي بالدنو دَني”.
- والذي وضعك في هذه المنزلة هو أنت، لأنك كنت غافلًا عن المهمة التي أُنيطت لك، وعلى الرسالة التي ينبغي أن تحملها، فهبط بمستوى إنسانيتك.
– فكيف أحافظ على انسانيتي وأتذكر دائماً بأنني أكبر؟
- الجواب واحد لا يتبدل ولا يتعدد يتمثل في حُسن استغلال وقتك، ونفع أُمتك.
- فالله يستغثك راجيًا قائلاً يا ابن آدام خلقت لك ما في السموات والأرض فلا تتعب.
- ولقد خلقتُكّ من أجلي فلا تتعب، ولا تشغل نفسك بما ضمنته لك، عن ما افتراضه عليك.
- فإذا أردت أن تكون أكبر من مجرد رقم عددي عليك أن تتبع مفاتيحٌ خمس.
- بسطور خمس كتبتها بحبر طوعي، ممزوج بمحبة قلبية، مبنية على أسس معرفية وأخرى علمية.
- لتُفضي بالنهاية إلى سعادة أبدية، ناتجة عن تنظيم وقت، واستغلال فراغ يلازمه علو همة.
– المفتاح الأول:
- ضع هدفًا عامًا في حياتك، ثم استنبط منه أهدافًا فرعية محددة بفترة زمنية.
- تساعدك على تقييم نفسك، وقياس مدى استقامتك أو اعوجاجك، وهذا الاستنباط الفرعي ضرورة حتمية.
- لأن هدفك الأعم يجب أن يكون كبيرًا، ينبل بك وتنبل به، يليق بك، ويصون كرامة الله عليك بأن ميزك إنسانًا.
- وأوكلك أعظم وأعقد مهمة ألا وهي: الاستحلاف في الأرض وتعميرها عمراناً يسعد به أهل الأرض.
ويثبت من خلاله صخك قول الشاعر «لحى الله صُعلوكًا، مناه وهمه من العيش أن يلقى لبوسًا ومطعما».
المفتاح الثاني:
- ضع خطة لكل هدف فرعي تشمل على أن أنشطة تنفيذية تُجسر لك الوصول إلى الهدف رويدًا رويدًا.
- وهذه الأنشطة لا تقرر بعشوائية، وإنما بمنهجية قوية سديدة برأي أصحاب المشورة.
- فالمشورة عين الصواب، التي تصمن لك ثلاثة متلازمة وهن: حِصنٌ من الندامة، وأمنٌ من الملامة، وسلامةٌ من الفضيحة.
- وبعد أن تشاورهم جالسهم فمخالطتك أصحاب العقول الراجحة يتبعها نمو عقلك ورفعته، ونهوضه.
- فإذا اتبعت ذاك السبيل تكون أثبت لنفسك أنك أكبر، إما إذا أضللت الطريق ستخسر ويخف عقلك.
- لتغدو ضعيفًا، ومُهانًا، ومفتقر، فكن عزيزاً، وإياك لنفسك أن تُحَقّر، فأنت أكبر.
كتبته: أمال صدقة | تحرير: هند يونس | إشراف: سماء إبراهيم
التعليقات