نتعرف يوميًا على الكثير من الكلمات الواردة إلينا من لغات أخرى حتى يتم إدراجها مع مرور الزمن داخل لغتنا العربية، وتصبح واقعًا في كتابتنا والتي قد تكون أحيانًا ضمن كتابات بعض العرب باللغة العربية الفصحى. انتشرت في الآونة الأخيرة بعض الأخطاء الإملائية مع أخطاء لغوية أيضًا لكننا سنسلط الضوء على الأخطاء الإملائية التي انتشرت في مشاركات الكثيرين من العرب على شبكات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية.
– أقسام الأخطاء الشائعة:
- تنقسم الأخطاء الشائعة في الكتابة إلى أقسام عدة، منها الأخطاء اللغوية التي تنشأ بتغيير لغويات الكلمات ذاتها وعادة ما نختار الكلمات الدارجة فيها.
- والنوع الثاني يتمثل في الأسلوب نفسه بإضافة حروف للكلمات أو تغيير سياق الجملة بشكل خاطىء.
- والنوع الثالث وهو الخطأ الإملائي في الكتابة ذاتها وهو أبشع الأخطاء التي تراها لدى الكثير من الكتاب في هذا العصر.
- وقد يكون نتيجة تعوّدهم على الشكل الخاطىء للكلمة أو عدم معرفة تامة بقواعد اللغة.
- والنوع الأخير المتمثل في الأخطاء المطبعية الناتجة عن أخطاء آلية أو بشرية في عملية المراجعة، وإليك بعض من أشهر هذه الأخطاء.
– همزتا القطع والوصل:
- هناك حيرة لدى بعض الكتّاب في التفريق بين همزتي القطع والوصل، لكن دعني أشرح لك الفرق بينهما اصطلاحًا وبعدها نجرب حيلة ستمحي هذه المشكلة تمامًا.
- همزة القطع: هي الهمزة التي تُنطق وتُكتب أما همزة الوصل فتنطق ولا تكتب وهذا الفرق العام بينهما.
- أما عن الحيلة التي ستجعلك تميّز سريعًا بينهما، إذا أردت معرفة الحرف ضع الكلمة في وسط الكلام حتى وإن كان محلها في أول الجملة.
- فمثلًا حاول أن تضع قبلها أحد حروف الجر أو العطف، وانطقها فإذا كانت قَطع فستُجبر على نطقها.
- أما إن كانت وصل فستلاحظ اختفائها في النطق وهذا دليل على وصلها.
- مثال: كلمات مثل إبراهيم، وإجبار وانتصار واقتصاد.
- إذا وضعنا حرف العطف «الواو» أو الفاء قبل هذه الكلمات جميعًا ستجد اختفاء نُطق الهمزة في كلمتي انتصار واقتصاد، وظهورها في كلتمي إبراهيم وإجبار.
- وهذا يدل على أن الهمزة في إبراهيم وإجبار همزة قطع والأخرى همزة وصل.
– الألف المقصورة والألف الممدودة في نهاية الكلمات:
- خطأ شائع يقع به العديد من كتّاب اللغة العربية من الهواة أو المحترفين وتحديدًا عندما تقع في آخر الكلمة.
- الألف المقصورة هي الحرف الذي يُرسم على شكل ياء “ى” وينطق ألفًا، أما الألف الممدودة فتكتب ألفًا “ا” وبدون أي همزة.
- تقع الألف المقصورة في أسماء معينة مثل:
– الاسم الثلاثي المنقلبة ألفه عن ياء مثل: فتى وهدى.
– الاسم الزائد عن ثلاثة أحرف إذا لم تسبق ألفه بياء مثل: سلوى ونجوى. - تقع الألف الممدودة في أسماء معينة مثل:
– الاسم الثلاثي المنقلبة ألفه عن واو مثل: عصا – صفا.
– الاسم الزائد عن ثلاثة أحرف وسبق ألفه بباء مثل: هدايا – زوايا.
– الأسماء الأعجمية الداخلة على اللغة مثل: استراليا – فنزويلا – أوروبا (باستثناء عيسى، موسى، كسرى).
– الأسماء المبنية مثل: هذا – هنا (باستثناء لدى، أنّى، منى وأولى). - لمعرفة الفرق بينهما في الأسماء نرجع إلى أصل الكلمة بالنظر إلى المفرد والمثنى والجمع.
- فإذا وجدت الألف أصلها واوًا فتكتب ألف ممدودة، وإن وجد أصلها ياء فتكتب ألف مقصورة.
– أما في الأفعال:
- فنجد الألف المقصورة في:
– الماضي الثلاثي المنقلبة ألفه عن ياء: رمى – عصى.
– الماضي والمضارع الزائد عن ثلاثة أحرف ولم تسبق ألفه بياء: استقى – اقتدى. - والألف الممدودة نجدها في:
– الماضي المنقلبة ألفه عن واو: سما – دعا.
– الماضي والمضارع الزائد عن ثلاثة أحرف وسبقت ألفه بياء: أحيا – يحيا. - لمعرفة الفرق بين الألف المقصورة والألف الممدودة في الأفعال نضيف تاء الفاعل.
- أو بمعرفة مصدر الكلمة فإن كانت أصلها واوًا كتبت ألف ممدودة وإن كان أصلها ياء فتكتب مقصورة.
- أما عن حروف المعاني فجميعها تنتهي بكتابة ألف ممدودة باستثناء الحروف (حتى، على، بلى، إلى) فتكتب بالألف المقصورة.
– الفرق بين كتابة التاء المربوطة والهاء:
- يُخطىء البعض في كتابة التاء المربوطة والهاء في نهاية الكلمة، لكن هناك فرق شاسع بين كتابة الحرفين.
- يُنطق حرف الهاء كما هو في حالات القطع أو الوصل وعادة ما تكون جزءًا مُضافًا إلى الكلمة.
- أما التاء المربوطة فتُنطق هاءً في حالة نطقها مفردة أي في حالة القطع، بينما تُنطق تاء في حالة إضافتها لكلمة أخرى، أو داخل عبارة شُكّلت تشكيلًا صحيحًا.
- مثال على ذلك:
- كلمة «مدرسة» تنطق هاء في حالة القطع، أما عند إضافتها لكلمة أخرى مثل: «مدرسة النحو» فإنها تُنطق تاء؛ ولهذا فالحرف الأخير تاء مربوطة وليس هاء.
- كلمة «مُنتزه» تنطق هاء في حالة القطع، وعند إضافتها لكلمة أخرى مثل: «متنزه الزهراء» فإنها تُنطق هاء أيضًا؛ ولذا فالحرف الأخير هاء ويس تاء مربوطة.
– كتابة حرف العطف “و”:
- يقع الكثير من الكتاب في كتابة الجمل التي تحتوي على حروف العطف، فيضعون مسافة بين حرف العطف والكلمة التي تليه “المعطوف” ولهذا من الأخطاء الإملائية الشائعة والغريبة أن تضع مسافة بين حرف العطف والمعطوف.
- مثال على كتابة حرف العطف:
– أكلت السمك والأرز. (هذه الجملة كتابتها صحيحة).
– أكلت السمك و الأرز. (هذه الجملة كتابتها خاطئة).
– أخطاء شائعة في كتابة علامات الترقيم:
- لابد لك وأن تعرف أن علامات الترقيم رموز اصطلاحية معينة توضع بين الجمل أو الكلمات لتوضيح المعنى للقارىء فهي ليست عديمة المعنى.
- وقد يغني وجودها مفردة عن الإشارة بجمل كاملة ولكل علامة معناها الواضح.
- ومن الأخطاء الشائعة حول هذه العلامات وضع الكاتب لمسافة قبل علامات الترقيم مثل الفاصلة والنقطة والفاصلة المنقوطة وغيرها من علامات الترقيم.
- وكذلك وضع المسافات بين الأقواس والجمل التي تليها، أو تكرار كتابة علامة الاستفهام أو علامة التعجب مرتين أو أكثر.
- وكذلك وضع النقطة بعد علامة التعجب أو الاستفهام.
لكل علامة من العلامات استخدام واضح وهي:
- الفاصلة (،): تُستخدم بين الجمل المتصلة في المعنى، أو بين أقسام الشيء الواحد أو بعد لفظ المُنادى وبعد حروب الجواب، وهي نعم ولا وكلا وبلى.
- الفاصلة المنقوطة(؛): تأتي بين جملتين عندما تكون الجملة الثانية نتيجة للأولى أو أن تكون الثانية سببًا في الأولى.
- علامة الاستفهام(؟): تأتي في نهاية جملة الاستفهام وليس هناك مسافة قبلها كما أنه لا توضع بعدها النقطة أو قبلها.
- النقطة(.): تأتي في نهاية الجملة المكتملة المعنى وآخر الفقرات.
- النقطتان(:): تستخدم بعد القول وما شابه أو قبل عناصر في شكل قائمة.
- الشرطتان(–): تُوضع بينهما جملة اعتراضية إذا ما حُذفت لا يتغير المعنى.
- (القوسان):يوضع بينهما الجمل والألفاظ البعيدة عن سياق الجملة وذلك من أجل التوضيح أو التحديد.
- [القوسان المركنان]: توضع بينهما الكلام الزائد على النصوص المقتبسة أو تكملة النص الموجود.
- “علامتا التنصيص”: يوضع بينهما العبارات المقتبسة بنصها من كلام الآخرين، وبعض أسماء المجلات أو الكلمات الجاذبة للانتباه في بعض الجمل.
هناك بعض الأخطاء الإملائية الأخرى التي يُمكن ذكرها سريعًا:
- وضع النقاط الطويلة في آخر الجملة دلالة على كلمة إلخ مثل (إلخ …..).
- استخدام الخط المائل بعد الألقاب (/) مثل السيد/فلان الفلاني.
- نسيان وضع النقطة آخر الجمل أو الفقرات.
- عدم وضع علامة الشدّة على الحروف المُشدّدة.
إذا كنت تهتم لمكانة لغتنا العربية فشارك هذه النصائح مع أصدقائك كي تعم الفائدة على الجميع، وكذلك كي لا نرى هذه الأخطاء بعد ذلك أمامنا في جميع المواقع الإلكترونية أو في مشاركات أصدقائك على شبكات التواصل الاجتماعي.
الكاتب: محمد أحمد بن علي | مراجعة: سماء إبراهيم، هند يونس | إشراف: محمد جودة