كثير من أبنائنا يطمحون إلى السفر لبلدان كثيرة ولكن دون التخطيط لذلك أو الإعداد له. فكل ما يعبأ به الطالب هو متابعة أخبار البلد المفضل لديه، والحديث عن هذا الشغف لكل الأصدقاء بل ويتطور الأمر إلى رسم هذا في مُخيلة الأحلام البعيدة بل والفريدة في آن واحد.
– هل لاحظت ذلك من قبل على أولادك؟
- وقد تلمسون ذلك في أبنائكم حين ترونهم تلمع عيونهم لو جاء الحديث عن لاعب كرة مشهور.
- وسرعان ما تجد مهاراتهم ومواهبهم ظهرت في أقل من ثانية.
- ربما لا تجدهم بهذه القوة الحماسية حينما تتحدثون في الأغلب.
- وربما تجدون الصمت أحيانًا هو المسيطر عليهم نتيجة أعباء المدرسة.
- وللأسف نجد أن رغبة الطالب تقف عند حد متابعة الأخبار والتفاعل معها من الواقع الافتراضي الذي يحيط بنا.
- ولم يسأل نفسه ولو لمرةً واحدة كيف يمكنني أن أكون بداخل الصورة وليس من خارجها كما أنا الآن؟
– هل جربت أن تستمع إلى أطفالك من قبل؟
- وهنا نطرح سؤالًا لماذا لا نستمع إلى أبنائنا بشكل مختلف يدفع لتحقيق هذا الحُلم.
- على شكل قصة تتحقق على أرض الواقع بل وتدعو الآخرين لبذل مزيد من المجهود مع أبنائنا؟
- أم أننا أصبحنا نفضل تلك الابتسامة التي تأتي على شفاهنا مستمتعين بأحلام أبنائنا الشفاهية؟
- جزء كبير يقع على عاتقنا نحن الآباء والأمهات في تحويل رسمة في المخيلة إلى واقع جميل.
- بل وخلق أهداف تعليمية بإرادة أبنائنا أنفسهم.
- وهذه الأهداف تحتاج لأهداف حيّة نعيش معها لحظةٍ بلحظة وكأنها كائن حي يتنفس.
- نراها حينما كانت بذرة صغيرةً جدًا في التربة ونتابعها يوم بعد يوم ونَسقيها بالاهتمام.
- فتبدأ تلك النبتة الصغيرة في أن تُزهر ورقةً خضراء ويُتابعها أمل كل صباح بمزيد من الوريقات المُزهرة.
- ولا نكتفي فقط برؤية هذه الوريقات الخضراء التي أنبتت أملًا بل علينا متابعة كيف نحافظ عليها في هذه الصورة.
– ما هي مراحل اكتشاف موهبة طفلك؟
- ومراحل اكتشاف المواهب أو الأحلام المدفونة بداخل أبنائنا لا تتطلب فقط استماعًا وتفريغًا للطاقة الكامنة بداخلهم.
- وإنما أن نرى بأعينهم هم لا بأعيننا نحن لأن أعيننا ترى بمنظور يختلف عما لديهم من تصورات وتخيلات وطموحات.
- ومن هنا تأتي مرحلة وضوح الرؤية التي بها يتيسر علينا فهم كيف يُصنع من الحُلم، وفهم آليات للتنفيذ الجاد والمثمر لهذا الحُلم.
– لذلك أعددنا لك بعض الاقتراحات بها ترتقِ بطموح ابنك أو ابنتك:
- لا تكتفي بالمدرسة كعامل محفز لطموح أبنائك بل ابحث دومًا كيف يكون البيت هو العامل الذي ينتج منه هذه الصناعة التي تُميز كل بيت عن غيره.
- فتجد بيت يهتم بالتفاصيل الدقيقة ويركز عليها ويعمل على استثمارها بشكل مذهل ويخلق منها معجزات.
- وبيت آخر يركز على خلق مساحة للتَفكُر بدءًا من «لماذا طرأت هذه الفِكرة أو الحُلم وانتهاءً إلى رؤية هذا النموذج يولد للنور».
- وفي كل مرحلة يستفاد منها كيف تم الوصول لنتائجها، وهناك بيت آخر – وهو السائد للأسف – لا يهتم بطموحات وأحلام الأبناء.
- ولا يرى فيهم سوى كائنات تحتاج فقط إلى طعام وشراب فتكون النتيجة أبناء مستهلكين لا يُرجى منهم إنتاج قيِّم في المستقبل.
- وفر من وقتك كأب وضعه في رصيد أحلام أبنائك، فالأم ليست هي صانعة المعجزات داخل وخارج البيت.
- المشاركة تتوازن مع طموحات الأبناء فتصير من كلمات إلى واقع.
- اقرأ كثيرًا عن تطلعات أبنائك حتى وإن كانت على غير هواك فليس بالضرورة أن يحب ابنك ما تحب، أو يكون له نفس اهتماماتك.
- اجعل من طموح أبنائك غاية وشجعهم على تحقيقه بكل السبل الممكنة.
- لا تنسَ نصيبك من فِكرة «الإعداد» فالطموحات لا تُنسج بالتصفيق فقط فيمكننا القول بأنها المرحلة الأهم على الإطلاق.
- وثِّق محطات وصول أبنائك للهدف وتعلّم من الأخطاء.
- ابحث عن حلول مُيسرة لكل عقبة تواجههم واخلق من كل عقبة قوة تدفع للأمام.
- لا تخجل من البحث إذا وجدت نفسك أمُيًا أمام تَفرُّد ابنك أو ابنتك.
وأخيرًا علينا أن نُدرك كآباء وأمهات بأن أبنائنا كنجوم من السماء تُضئ بالفطرة، وتوهجها هي مهمتنا على هذا الكوكب.
إعداد:سارة مجدي أبو كيفة | مراجعة: سماء إبراهيم، هند يونس | إشراف: محمد جودة
التعليقات