حينما يطلب منك شخص ما مالًا ليستثمره لك، بحيث يكون لك ذخرًا في المستقبل، هل تتردد؟ إجابة ذلك تتطلب منك معرفة المستثمر ومدى الثقة به، والمبلغ المطلوب والعائد، بالإضافة لمدة الاستثمار ومجاله، فكيف حين يكون المستثمر أنت، والمبلغ والعائد والمدة والمجال تحدده أنت، كيف ذلك؟ تابع معي قراءة المقال.
الاستثمار الصحيح:
- الإنسان بطبيعته يبحث عن مجالات استثمارية تحسن وضعه، فيسأل ويفكر ويسهر، وهذا لا بأس به، لكن أليس الأفضل اجتهاد الإنسان للاستثمار في أبناءه؟
- ألم يقل الله (عز وجل): “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ”؟.
- ألم يقل الرسول (عليه الصلاة والسلام): “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث”، أحدهم “ولدٌ صالح يدعو له”؟، ألم يقل الشاعر: “يَنْشا الصغيرُ على ما كانَ والدُهُ … إنّ العُرُوقَ عليها يَنْبُتُ الشجرُ”؟
- وانطلاقًا من قول الشاعر:
وما من كاتب إلا سيفنى … ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيء … يسرك يوم القيامة أن تراه
مجالات الاستثمار في الأبناء:
ومجالات الاستثمار في الأولاد كثيرة، أذكر بعضها على سبيل الذكر لا الحصر:
1. المجال الديني:
- يتمثل في تعريفهم الأوامر والنواهي الربانية، وتشجيعهم على أداء الفروض حسب مرحلتهم العمرية، وتشجيعهم على حفظ القرآن والأحاديث النبوية والقدسية حسب قدرتهم على الحفظ، مع شرح مبسط، وتعريفهم أهم أحداث السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي.
- طريقة ممكن الاستفادة منها، وهي تعليق لوحة عليها شجرة الأنبياء وعائلة سيدنا محمد والخلفاء الراشدين والمبشرين بالجنة.
2. المجال التعليمي والتثقيفي:
- تشجيعهم على العلم واستقاء المعلومات ببيان أهميته في الإسلام.
- تعليق خريطة العالم في البيت وتعريفهم البلدان ولغاتها.
- تعريفهم أحداث وشخصيات البلد الأصلي.
- إحضار أعلام الدول مطبوعة على ملصق كبير وتعليقه في المنزل ليتعرفوا إليها.
- تزويده كل يوم بمعلومة في المجال الذي يهواه.
- تشجيعهم على متابعة برامج متلفزة هادفة.
- زيارتهم في المدرسة كل أسبوعين، ومنحهم مكافآت حينما يتفوقون.
- تعليق كل أسبوع ملصق يتناول قضية معينة.
3. المجال النفسي والاجتماعي:
- منحهم فرصة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم فيما يتعلق بأنفسهم والآخرين.
- تعامل معهم كما تتعامل مع صديقك في بعض المواقف، تحدث معهم كأنهم يفهمون، امنحهم فرصة للحديث واسمعهم حين يتحدثون، تفاعل معهم بكل حواسك.
- شاورهم في أمور البيت ليشعروا بأهميتهم، ويتعلموا الشورى.
- اصطحابهم للمشاركة في المناسبات الخاصة والعامة.
- احتضنهم حين يستيقظون وقبل نومهم وحين يخرجون ويرجعون، أو حين تستيقظ أو تخرج أو ترجع أنت للبيت.
- قل له دومًا: أنا أحبك، أنت حبيبي.
- علمهم فنون الحديث وفنون الإنصات.
4. المجال الرياضي:
- “علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل”، هكذا قال سيدنا عمر (رضي الله عنه).
- تزويدهم بمعلومات عن النوادي والشخصيات والإنتاجات الرياضية.
- تسجيلهم في نادٍ رياضي، وتشجيعهم على متابعة الشأن الرياضي في الصحف والمجلات والتلفاز.
- لا تقللوا من أهمية اللعب معهم، ولا تتذمروا من ضجيج صراخهم في البيت.
إعداد:خضر عبد العال | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة
التعليقات