مَن مِنا لم يُتابِع «كرتون ديزني»، فَحتمًا رأيتَ ذَلِك الكلب «بلوتو» إلا أن «بلوتو» في قصتنا ليس كلبًا كرتونيًا؛ بل كوكبًا يا صديقي. مُنذ حوالي 88 عامًا، تم اكتشاف كوكبنا المُثير «بلوتو» مِن قِبل عالم الفلك «كلايد تومبو».
تسمية كوكب بلوتو:
- وتَرجع تسمية «بلوتو» إلى الطفلة «فينيتيا باير» التي كانت تبلغ آنذاك إحدى عشرةَ عامًا.
- وقد اقترحت الاسم على جدها المُنتسب لجامعة أكسفورد، وتم الاتفاق على التسمية.
- يُعتبر هذا الكوكب أصغر كواكب المجموعة الشمسية في الحجم.
- ويبعد حوالي 6 مليار كيلومترًا من الشمس بدرجة حرارة تصل إلى -234 درجة مئوية.
– استكشاف بلوتو:
- «إن مَن لم يسبق إلى العلم لم يمكنه إتيان العمل.
- وذلك لأن العلل إنما تبرز الصورة في المادة على قدر ما تُقدم من العلم وإلا فما العمل يا ليت شِعري؟»
- مَقولة قَالها أحد عظماء الكيمياء «جابر بن حيان»، وقد أخذ بها عالم الفلك «ألن سترن» حينما كان مُولِعًا بإطلاق الصواريخ.
- فقد تحقق حُلمه وانضم إلى «ناسا» وعمل هو وفريقه علي إطلاق المركبة الفضائية «نيوهورايزنز» التي بلغ سعرها 700 مليون دولار.
- حيث استطاعت التحليق على علو منخفض فوق «بلوتو» وقد تمكنت من التقاط بعض الصور له.
مما يتكون «بلوتو»؟
- مع انطلاق المركبة «نيوهورايزنز» عُرِفَت ماهية السطح المُكون من الصخور والجليد لبلوتو.
- كما تم اكتشاف وجود الآلاف من أقزام الكواكب المُمَاثِلة لبلوتو في الحجم والتي عُرفت «بحزام كابير».
- كما تَم التقاط وجود 5 أقمار حول بلوتو منهم «شارون» والذي يبلغ حجمه نصف حجم بلوتو.
- ويدوران حول بعضهما البعض على خلاف باقي المجموعة الشمسية.
- إن مهمة التحليق نحو بلوتو كانت مسألة متعلقة باكتشاف معلومات عن ماهية تكوين الكواكب الأُخرى، وكذلك كوكب الأرض.
القلب النابض:
- «القلب النابض» كما وصفته دراسات عدة خرجت من «ناسا»، حيث تم التقاط بعض الاضطراب التكيوني علي سطحه المتجمد.
- والذي يُضيف وجود الماء أسفل هذا الجليد، حيث تمت الاشارة إلى وجود موجات ثقالية غريبة.
- كما أنه يتفاعل مع الرياح الشمسية بطريقة تختلف عن أي شيء شهده علماء الفلك -الأمر الذي أثار الدهشة – تجاه الكوكب أكثر وأكثر.
- وقد أظهرت الصور المُلتقطة أيضًا وجود ما يشبه الكثبان الرملية، وأنهارًا من جليد الآزوت (نيتروجين) تنزل من المرتفعات إلى السهول.
- مما يعني أن بلوتو كان ذا غلاف جوي أعلى كثافة في الماضي، أو أن هناك آليات أخرى (لتوليد الرياح وتشكيل الكثبان الرملية) لا نفهمها حتى الآن.
إذن كيف وقع «بلوتو» فِي برَاثِن الكواكب الأقزام؟
- قَد جاء ذَلِك نتيجة اكتشاف حزام كابير، ووجود العديد مِن الأجرام المشابهة لبلوتو.
- والتي احتَار العلماء في تَصنيفها ككواكب كلاسيكية أم أقزام!
- الأمرَ الذِي ترتب عليه ضجة كبيرة في المُجتمع الفلكي، مِمَا أدَى إلى إعادة تعريف مصطلح «كوكب» من قبل “الاتحاد الدولي الفلكي”.
- في الرابع والعشرين من أُغسطس لعام 2006، حيث تَم تصنيف الكواكب إلى: كواكب كلاسيكية، وكواكب أقزام، وقد تم اعتبار بلوتو كوكبًا قزمًا.
- ونتيجة لِهَذا فقد تم استبعاده مِن المجموعة الشمسية بعد انتهاء مُؤتمر الفلكيين الدوليين، وإسقاط اللقب عنه وتحول إلى «كويكب».
- لكن الأمر لم يَقِف عند هذا الحد، وهناك عنصر ثالث لكي ينجح الإنسان في أي فن، هو الإصرار على التفوق في هذا الفن.
فَقد أثار ذَلِك الرأي العام، وأحدث ضجة كبيرة أدت إلى تدشين حملة إعادة لقب «كوكب» إلي المُثير «بلوتو». وقَد بدأت فِي الحادي والعشرين من مارس لعام 2017م. ثُمَ ما لبثت أن كُللت مجهوداتها بالنجاح في التاسع والعشرين من يناير لعام 2018م حيث تم إعادة لقب «كوكب» إلى «بلوتو». الأمر الذي لم نعرفه بعد هل سيتم اعتبار باقي الأجرام المشابهة له في حزام كابير ككواكب، أم ستظل في إطار الكواكب الأقزام؟!
يُمكِنك تعلم المزيد عن كواكب المجموعة الشمسية من خلال مادة العلوم للصف الرابع الابتدائي، درس «النجوم والكواكب»
إعداد: ياسمين يسري | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة