يُعد كتاب «رحلتي من الشك إلى الإيمان» أحد الكتب الفكرية للكاتب والطبيب المصري الراحل «مصطفى محمود». الذي درس الطب وتخصص في الأمراض الصدريةولكنه تفرغ للكتابة، لديه 82 نتاجًا أدبيًا تنوع بين كتب فكرية، ومقالات، وقصص، وروايات، ومسرحيات، ورسائل.
اقتضى منه كتاب رحلتي من الشك إلى الإيمان ثلاثين سنة ما بين القراءة، والتفكر، والشك، والنفي، والإثبات حتى صدرت طبعته الأولى عن دار المعارف المصرية سنة 1970م، ويقع الكتاب في مئة وسبعة وعشرين صفحة من القطع الصغير. حيث يعرض فيه الكاتب مواضيع وتساؤلات فلسفية وفكرية تتعلق بخلق الإنسان والموت والجسد والروح في ثمانية فصول تجعلك تجوب رحلة من الشك إلى الإيمان.
– الفصل الأول «الله»
- انطلق الكاتب في كتابه بالحديث عن الله واستفساره حول فكرة الخالق والخلق وكيف لايكون للخالق خالق؟
- ثم سبب رفضه لعبادة الله، مكملًا عن رحلته التي استغرقت 30 سنة.
- وعن دراسته للطب وآثارها على منطقه وتفكيره، ثم تصوره لله بالطاقة الباطنة.
- وتحدث عن فكرة الوجود والعدم، وأن العلم هو الصيحة التي غمرت العالم والمتعمق فيه يعلم ويستشعر كمبة الخطأ عن احتجاجنا على الله.
- وذكر من الأمثلة الكثير الكثير مما يجعلك تعترف قلبًا وقالبًا بوجود الخالق الذي يعطي الصفات ولا تحيط به صفات.
– الفصل الثاني «الجسد»
- بدأ الكاتب بالحديث عن الجسد كمادة، وأن أصل الإنسان واحد فالفارق ليس كمي يُقاس بكمية الذرات.
- بل بكيفية ترابطها وعلاقتها ببعضها البعض، وقد ثنّى على ذلك بعديد من الأمثلة.
- ثم انتقل إلى الجسد كروحانيات فبدأ بالحديث عن الشخصية ونظرته السابقة لها.
- وكيف أن لكل إنسان أكثر من شخصية لكنها تتمحور حول إنسان واحد وروح واحدة وهذه الواحدة هي التي تموت وتُبعث.
- انطلق بعد ذلك للحديث عن الروح أنها هي حقيقة متجاوزة للجسد والحاكمة عليه وتموت بموته.
- ثم عن النفس وأن احتياجاتها ليست حسية فقط.
- وأن الإنسان ليس مجرد مهام فسيولوجية مادية وهذا يثبته النوم والاستيقاظ الذي هو صورة مصغرة للموت والبعث.
- وأيضًا حديثه عن الذات مقابل الجسد انتهاءً بإدراكنا الذي يفوق الزمن «لا تستطيع أن تحيط بحالة إلا إذا خرجت خارجها لاحظتها كموضوع(26)».
- حيث أن هناك جزء غارق في الزمن (الجسد) وجزء خارج الزمن لا يهرم (الروح) وأن هناك معايير لقياس كل شيء على حدى.
– الفصل الثالث «الروح»
- بطرق علمية إذ بدأ بطرح سؤال بل عدة أسئلة مثيرة للاهتمام تصب كلها في محور التعجب من كمية المعلومات والأرقام المحفوظة في الذاكرة.
- ثم تحدث عن نظرية الفلاسفة المادية في موقع الذاكرة تلاها بنقد لهذه النظرية.
- وانتقل للحديث عن المخ؛ أنه ليس إلا مجرد سنترال يعطي توصيلة للمعلومات والنوايا والأفعال من الذاكرة لعالم المادة.
- مفيدًا بأن الذاكرة حكمها حكم الروح، ومن ثم مصورًا لكيفية انتقال مكنونات هذه الروح من عالم الروح إلى عالم المادة.
- معقبًا على ذلك كله بالحديث عن علم الله الذي هو علم الحصر لا علم الإلزام الذي يقترن مباشرة مع طبيعتنا الداخلية المعروفة بالضمير والسّر.
- مدرجًا تحت ذلك أنه إخضاع المجال الإنساني لقالب نظري أو معادلة أو حسبة.
- ثم تحدث عن المعرفة واليقين والفطرة، خاتمًا هذا الفصل بفكرة الفطرة والبداهة مؤيدًا بالعلم والتفكر والتأمل.
– الفصل الرابع «العدل الأزلي»
- عرج الكاتب للحديث عن العدل الإلهي الأزلي مبتدأ بالحديث عن أن الإحساس والأخلاق هما الفطرتان المركبتان في الخلق من الخالق.
- وأن الوفاء والولاء هما الأساس للضمير مستنتجًا من ذلك كله أن المشاعر الفطرية تُولد فينا مطالب العدالة.
- متبعًا ذلك بالكثير من الأمثلة التي دليلها أن لكل شيء حسبان دون غش وخداع.
- مستثنيًا من ذلك الغش والخداع الذي يدور بين بني البشر إذ يحدث ذلك.
- لأننا خُلقنا على الأرض ومُنحنا الأمانة وقبلناها بينما تخلت عنها الجبال.
- وأن الفوضى بينهم إذ ما هي إلا سوء استخدام للحرية المعطاة لنا ف الكون بالغ الذروة في الانضباط والنظام.
- انتقل للحديث عن حقيقة البعث وأنها مدركة بالفطرة.
- وعاد ليكمل عن العدل وأننا لا نراه بصورته الكاملة وعدم وجوده في الدنيا هو دليل على وجود الآخرة التي فيها العدل الحقيقي.
- شعورنا الداخلي هو الدليل القطعي على أن العدل حق.
وأكمل فصله بسؤال عن لماذا خلقنا الله على تلك الهيئة وأوجد له إجابة وتحدث أيضاً عن أن جميع القوالب المادية والحيوانية هي استحقاقات مؤكدة. وبدأ خاتمته بأنه ليس هناك داعي للإنكار؛ لأن نهايته عقيمة واختتمها بالحديث عن الإيمان والدين وعبادة الله التي هي طرق السعادة والصلاح.
إعداد: نادين زرور | مراجعة: هند يونس | إشراف: سماء إبراهيم