كَيف يُمكِن لِطفلك تعلُّم اللغات على طريقة مونتيسوري؟
هَل فَكرت يومًا أنه يُمكِن لِطفلك الذي لَم يتجاوز عامه الأول أن يتعلم القراءة؟ بَل أيضًا يحفظ شَكل الكلمات ويُمكِنه فَهمها؟ إنَها مَنهجِية «مونتيسوري» فِي التعليم، وتَأثِيرهَا الفعَال مع الأطفال، لِهذا سَعت منصة «نفهم» لإجراء مُقابَلة مَع أ. «ريم الصابوني» المُدَرِبة فِي مَجال «المونتيسوري»، وقَد قَام باللقاء أ. «محمد جودة» مدير المحتوى بمنصة «نفهم»، ودار الحوار كالتالي:
1- مَا هو مَنهج «مونتيسوري» التعليمي؟
- نِظَام مُتكامِل ومُستمِر يَشمل جميع المواد مثل: الرياضِيات، والعلوم، واللغات، ويُقَدم عَلى حسب المراحل العُمرية، ويَمكِن تطبيقه مِن عمر ستة أشهر.
- تعتمد طريقة «مونتيسوري» عَلى «القراءة التصويرية»؛ وهي القُدرَة عَلى اكتشاف الكلمات مِن خِلال رُؤيتها لأول وَهلة، بِغض النظر عَن مِعرفته الهجائية لها أم لا.
- يَستطيع الطِفل مِن خلال هَذه الطَريقة التعرُف عَلى الكَثير مِن المُفردَات اللغوية عَن طريقة التِكرار.
2- كَيف يُمكِنُنَا تطبيق هذه الطريقة؟
- نَبدأ بِكتابِة كلمات الأشياء الموجودة حَولنا، ونُكَررهَا عَلى مَسامع الطفل بِشكل يَومِي.
- عَلى أن يَكون عَدد الكلمات قليلة فِي البداية ثُم نَبدأ تدريجيًا بزيادة عَدد الكلِمات يَومًا بَعد يوم مع أطفالنا.
- لابُد أن تُكتب هَذه الكلِمات بطريقة واضحة، ولا يَتم دمج أي شَيء معهَا إنَما يُشار إلى الشَيء الحَقيقي ونُطق الاسم فقط.
- على سبيل المثال: يُمكِنُك تَقديم برتقالة حقيقية إلى الطفل ثُمَ تُخبره بأنها برتقالة إذا كُنتَ تُريد تَعليمَه اللغة العربية.
- أو تُخبرَه بِكلمة “Orange” إذا كُنتَ تُريد تَعليمُه اللغة الإنجليزية، أيّ يَتِم رَبط الكَلمة بِمعنَاها الحَقيقي.
- هُناك مَدرستان يقوم عليهما عملية التعليم أحدهما النظرية القديمة، والأخرى التي كانت تُستَخدَم فِي الكتَاتِيب قَديمًا وهِي الأشبه لطريقة «مونتيسوري».
الفرق بين طريقة التعليم الحديثة والقديمة:
- يَتِم تَطبيق هَذه الطريقة بِتعليم الأطفال الحروف المُقطعة فِي البِداية قَبل تعلُّم الكلِمات.
- وهِي ما تتبعه مُعظَم المُؤسسات التعليمية الحالية، ولَكِن طَريقة التعليم الحَديثة ضِد هذه الطريقة تمامًا.
- فَمِن الأسهَل عَلى الطِفل أن يتعلَم الكلِمات أولًا بدلًا مِن تَعليمُه الحروف أيّ ما نُعنِيه الانتقال مِن الكُل إلَى الجُزء، ولَيسَ العكس.
- تَرجع أُسس هَذه الطَريقة التِي ترفض «النظرية القديمة» إلى «النظرية الفلسفية» الجشطالتية.
- والذين يَعتقِدُون أن إدرَاك الإنسان يَتجِه مِن الإدراك الكُلي إلى الجُزئِي ولَيس العكس.
- الدليل عَلى صِحة ذَلك أنه عِندما تقرأ للأطفال قِصة قصيرة وسهلة، يَبدأ الطِفل فِي تكرارها بسلاسة.
- وكأنه قَادر عَلى قراءتها، وذَلِك لِترسِيخها فِي ذِهن الطِفل.
3- ما وَجه الاستِفادة مِن «القراءة التصويرية»؟
- أن يُصبِح لَدى الطِفل ملكة لُغوية، ويَستطيع أن يَكتشِف الكلِمات، ثُم نُحاوِل بَعد ذَلِك تَدريبُه عَلى المقاطع الصوتية، ونبدأ بالمعانِي.
- فَعِند إتمَامُه عُمر سِتة أشهر نَنصِح كل وَلي أمر أن يحضِر لِطفله الكتب التي تَحتوي عَلى مُفردَات قليلة جدًا فِي كُل صَفحة.
- وأن تَحكِي قصص للأطفال الذين هُم دُون عُمر القراءة فِي جُمل مِن ثلاث كلمات لا أكثر.
- عَلى سبيل المثال: إحضَار كِتاب عَن الحيوانات، ونُعِيدها عَلى مَسامِع الطِفل بشَكل يَومي (خروف – أرنب – أسد وهكذا) مَع تَوضيح الصورة.
- وبِالتَالي يَربِط الطِفل الكَلِمة بالصُورة، ويُفضَل أن تكون الصورة حقيقية، ولَيست كرتونية؛ وذَلِك لحفظ المفردات بطريقة صحيحة.
- وبَعد ذَلِك يتم تعقيد الأمور أكثر فأكثر؛ وذلِك بعَرض مُفردات أصعب مِن المَرحلة السابقة.
- مثل: الفواكه، والخضروات، ثُمَ الأشياء الموجودة حولنا بالمنزل وبِذلك يَتكون لَدى الطالِب حَصيلة لغوية دسمة.
- إن تعليم الأطفال الحروف الهجائية قَد يَكون أمر لا مَعنى له مُقارنة بِتعليمُه الكلِمات، والصور الحقيقة.
- والأفضل أن نُعلِمُه الكَلِمات المَحسُوسة لا المُجرَدة.
4- مَاذا تَفعل إذا أردت تعليم الطفل اللغات بطريقة مونتيسوري؟
- تَرى كَثير مِن الأطفال الذين لَديهم والدين من جنسيات مُختَلِفة قَادرين عَلى تَعلُم اللُغتين بِطريقة سهلة، وبَسيطة دُون تَعقِيدات، فَكيفَ ذَلِك؟
- هَذا يُبَرهِن عَلى صِحة مَنهجِية مُونتيسُوري التي تُرَكِز عَلى تَعليم الطفل الكلمات، ومُقارنتهَا بالحقيقة.
- لَكِن احذر مِن خلط لغتين بِبعضهما البَعض فِي الحَديث كَأن تتحدث جُزء بِاللُغة العَربية، وجُزء آخر باللغة الإنجليزية فِي نَفس الجُملَة؛
- فَهذا يُشوه مِن مفاهيم اللُغتين، ومُفرداتها لَدى الطِفل.
التعليم من خلال التلقي والاستماع:
- إذا كُنتَ تنوي تعليم طِفلك مِن خِلال التلقي والاستماع من أهل اللغة الأصليين فلابُد أن يكون الاختلاط بهم مُستمِر.
- ولَيس بِفترات مُتباعِدة حَتى يتثنى للطفل الحصول على حصيلة لغوية كبيرة جدًا؛ تُساعِده عَلى فَهم اللُغة جيدًا.
- أما عَن المُفردات المُجرَدة مثل: حروف الجر، وأدوات التعريف والتنكير؛ فيُمكِن تَعليمها للطفل بحيث يَعرف نُطق الكلِمة أولًا بِمُجرَد رؤيتها.
- فالطِفل لا يَعي مَعنى أسمَاء الإشَارة أو حَرف الجر.
- وبَعد ذلك عِندما يكبر قليلًا ستكون العملية أسهل، والتي ستتركَز عَلى تعريفُه لَدى الطِفل وفقط.
استُخدمت هَذه الطَريقة فِي الكتاتيب قديمًا في تحفيظ القرآن الكريم، وتعليم اللغة العربية، والتِي استخدمت أيضًا الطريقة النورانية التِي قَدمت طَريقة مُمتِعَة للتعرُف عَلى نُطق الحروف بتشكيلاتُه المُختلِفة الكسر، والرَفع، والضم، لِذا لابُد مِن تَعليم الأطفال طَريقة نُطق الحروف بتشكيلاتها خُصوصًا إن كُنت تُدمِجها بالكلمات؛ فَهذا يُسَهِل مِن عَملية الحفظ. ابدأ بتعليم طفلك ثلاث كلمات مَثلًا كل أسبوع عَلى أن يزيد في الأسبوع التالي مَجموعة أخرى، وهَكذا حَتى تُزيد حَصيلة طِفلك مِن الكلمات.
حوار: محمد جودة | تحرير: محمد علي، سماء إبراهيم | مراجعة: هند يونس