الإجازة هي تلك الفترة التي يتفرغ فيها أفراد العائلة لبعضهم البعض، وتتفتح فيها الحوارات الطويلة التي من شأنها إحداث التفاعل العائلي. لهذا نجد الآباء يُركزون على هذه الأيام لاستغلالها في الاحتكاك العميق بأبنائهم. وذلك من خلال اعتماد عدد كبير من الطرق الاجتماعية الهادفة؛ لتعليمهم أشياء جديدة.
يعتمد الطفل بصفة كبيرة على التقليد؛ لهذا يجب الحرص على تفادي الحركات غير اللائقة التي يُمكن أن تتسبب في إفشاء عادة سيئة لدى الطفل. وللأم والأب أدوار مختلفة في تعليم الأطفال، كما يُمكن أن يكون هناك اشتراك في بعض المجالات الأخرى.
فيما يأتي تفصيل لبعض الألعاب، والآليات التعليمية التي يُمكن أن يستخدمها الآباء في تعليم الأبناء أشياء ومهارات جديدة تُسهم في تنمية قدراتهم الفكرية والاجتماعية:
– أخذ الأب ابنه معه إلى المسجد:
- لِتعويده على الصلاة الجماعية في المسجد، وليعرف أن ثوابها عظيم عند الله.
– تكليفه ببعض الواجبات البيتية:
- كي يعتاد تحمل المسؤولية مثل: (الذهاب للسوق، القيام بتصليحات، أو ما شابه داخل البيت).
– إقامة حلقات تعليمية في البيت:
- جمع الأولاد برئاسة الأب، وفي كل مرة يأخذ أحد الأبناء دورًا للتحدث عن موضوع ديني معين مثلًا:فضل صيام نافلة الاثنين.
فهذه الاستراتيجيات تُنمي ثقافة الطفل، وتُكسبه نوعًا من الجرأة العِلمية انطلاقًا من البيت، أو ما يُسمى بالمُحيط الأُسَري. إضافة إلى أنها تمنَحه القدرة على الطلاقة في الكلام. كما أن تناوب الأدوار يفتح باب النقاش. ويُعلم كيفية الاستماع، وبذلك تتطور مهارة الطفل: اللغوية، والاجتماعية.
– الاهتمام بالقرآن الكريم:
- من خلال الانضمام إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمشاركة في مسابقات القرآن الكريم للأطفال.
– الذهاب في رحلات إلى الأماكن الأثرية، والتاريخية:
- وذلك لكي ينشأ الطفل مُثقف، يمتلك معلومات كثيرة عن تاريخ بلدُه وثقافته.
– ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة:
- يجب أن تُعلِم طفلك أهمية الرياضة، وفائدة ممارستها على الدوام، فكما تقولُ الحكمة القديمة: «العقل السليم في الجسم السليم»
– تعلُم برامج الحاسب الآلى المفيدة بما يتناسب مع عمر الطفل:
- مثل: برنامج الرسام وبرامج الكتابة و”Powerpoint”، والتعرف على مكونات الحاسب الآلي.
– قراءة قصص هادفة يوميًا مع الطفل:
- مثل: قصص الأنبياء، والصحابة، وقصص تربوية، وقصص خيالية؛ لتنمية خيال الطفل وتوسيع مداركه وزرع القيم الأخلاق الحميدة.
– تعلم فنون الرسم والتلوين:
- يُمكن الالتحاق بمراكز تعليم الرسم، والمشاركة بمسابقات تحفيزية للطفل.
– المشاركة مع الأبناء فى صنع الأشغال اليدوية:
- المُشارَكة فِي صنع الأشغال اليدوية، والأنشطة الورقية، وتعلم فن طي الورق، وتشكيل الصلصال.
- كل ذلك يُنمي إبداع الطفل، بالإضافة إلى أنشطة أخرى متنوعة لتمنية مهاراته.
– ممارسة اللعب الحر بالأماكن المفتوحة والحدائق العامة:
- يُمكنُك أن تخرج أنت وأطفالك إلى الحدائق والأماكن العامة، كنوعِ من الترفيه، واستنشاق الهواء الطلق.
– تخصيص وقت للعب مع الأصدقاء، وزيارة الأقارب، والمشاركات الاجتماعية:
- لا ضرر في أن تسمح للأطفال باللعب مع أصدقائهم، طالما تعرفهُم جيدًا، ولا مانع من مُمَارسة بعض الأنشطة الاجتماعية، وزيارة الأقارب.
– المشاركة بالأعمال المنزلية، ومساعدة الأم يوميًا بترتيب المنزل والأغراض:
- يجب أن تُعلِم أطفالك أن المُساعدة في المنزل ولو بشيء بسيط، هو عامل أساسي؛ لكونهم فرد من أفراد الأسرة.
– حضور دورات تدريبية مفيدة:
- إذا حضرتَ أي دورة تدريبية، ليس هناك مانع أبدًا أن تأخذ طِفلُك معك.
- فيستفيد من المحتوى ولو بشيء بسيط، لكنه سيؤثر فيه كثيرًا.
– زيارة المعارض الخيرية:
- الذهاب بالأطفال إلى المعارض الخيرية: دار الأيتام، والمسنين، والجمعيات الخيرية، وغيرهما؛ يُعلِم طفلك حب الغير، وشُكر نعمة الله عليها.
-
يُمكن تقسيم اليوم خلال فترة الإجازة إلى 3 فترات:
1. الفترة الصباحية:
- يصطحب الأب طفله لصلاة الفجر بالمسجد.
- مُمارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة عقب الصلاة؛ لاستنشاق الهواء النقي، والقيام ببعض التمارين الخفيفة.
- تناول الإفطار مع الأسرة.
- يُرتب الطفل غرفته، ويُساعد في بعض أعمال المنزل.
- القيام بعمل خيري، أو اجتماعي.
- فترة مُناسبة لتنمية المهارات، ومُمارسة الهوايات المحببة للطفل.
- مُشاهدة التليفزيون، أو الجلوس على الكمبيوتر لمدة لا تزيد عن ساعتين مع اختيارك البرامج والمواد المُلائمة.
2. فترة بعد الظهيرة:
- صلاة الظهر بالمسجد.
- الراحة والنوم أثناء فترة القيلولة لمدة ساعة ونصف.
- على الوالدين أن يحرصا على أن يُفقها ابنهما في الدين وليكن ذلك مثلًا: من خلال حضور الدرس بالمسجد أو من خلال شريط فيديو أو مشاهدة برنامج تليفزيوني بإحدى القنوات الإسلامية.
- تناول الغذاء وصلاة العصر بالمسجد.
- الانضمام لحلقة حفظ القرآن بالمسجد عقب الصلاة.
- فترة مفتوحة يختار فيها الابن عمل شيء يحبه.
3. الفترة المسائية:
- أذكار المساء وصلاة المغرب.
- الخروج إلى زيارة الأهل وصلة الأرحام، أو الجلوس مع الأسرة للسمر لمدة ساعة.
- النوم مبكرًا استعدادًا ليوم جديد.
كلُ هذه الأنشطة والمهارات الرائعة يُمكنُك تجربتها مع طفلك؛ ليحصُل على إجازة مُفيدة، يكتشف فيها نفسه، وتعرِف أنت مُميزاته، بل والأفضل من كل ذلك؛ أنها فرصة جيدة لتتقرب من طفلك، وتُقوي العلاقة بينكما.
إعداد: حيزية كروش | مراجعة: هند يونس | إشراف: سماء إبراهيم