المَريخ «الكوكب الأحمر» أحد مَعالِم مجموعتنا الشمسية في المجرة بل في الكون بأسره، الكوكب الرابع بُعدًا عن الشمس. منذ الصغر ونحن ننصتُ إلى هاجسٍ ردده العلماء وهو «الحياة على المريخ» وربما تصادف مَسَامعنا كوكب أخر ربما يكون بديلًا يومًا ما للحياة على الأرض. لكن ما سبب ذلك؟ ما السبب الذي دفع العلماء للجزم بذلك؟ ربما بسبب الاكتشافات التي غيرت مفهوم العلماء عن الكوكب الأحمر من كوكب عادي لكوكب قد يتيح لاستقبال ساكني جدد من أهل الأرض.
1- الاكتشاف الأول: الغلاف الجوي للمريخ
- نعلم جميعًا أن للأرض غلاف جوي، بل ولكل كوكب غلاف جوي، ولكل غلاف ما يميزه.
- ولكن أكثر ما يُميز غلاف الكوكب الأحمر هو اختفائه التدريجي، بل واختفاء المجال المغناطيسي الذي يقوم بحمايته.
- الأمر غريب، أليس كذلك؟
- لكن قبل أن تتعجب دعني أنقِل لك هذا الخبر: في الثامن من مارس رصدت المركبة الفضائية «مافن» التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» عاصفة شمسية تُبَدِد الغلاف الجوي للمريخ.
- حيثُ أنَ العواصِف والرياح الشمسية تتغذى بِبُطئ على الغازات الموجودة في غلاف الكوكب الأحمر.
– ولَكِن كيف يكون هذا سببًا في نَشأة فِكرة الحياة على المريخ؟
- لا تستعجل، أتعلم لقد عَثرَ الباحثون على ذرات أكسجين في بقايا الغلاف الجوي للمريخ في ستينيات القرن الماضي.
- وهنا كان السؤال الذي شغل العُلَماء كثيرًا، كيف وصل الأكسجين ليستوطن غلاف الكوكب الأحمر حتى وإن كان بكميات قليلة؟
- والسؤال الأهم أيضًا كيف يُمكِن أن نَعيش على كوكب مجاله المغناطيسي قد فُقد، وغلافه الجوي على وشك الانهيار؟
- لم يَمِل علماؤنا من البَحث في ذلك، قد يَظُن البعض للوهلة الأولى أن الأمر خيالي أو جنوني بعض الشيء.
- ولكن العلماء قرروا إعادة غلاف الكوكب الأحمر، وجعلَهُ صالحًا للسكن عن طَريق إطلاق دِرع مغناطيسي يُمكِن أن يَكون بديلًا عن الغلاف المغناطيسي للمريخ.
- كي يُقَلِل مِن عمليات تآكُل الغلاف الجوي بالعواصف الشمسية.
- وقَد تَولدت الفِكرة من الدرع الذي يَحمي رواد الفضاء من الأشعة الكونية، فما الضير بِتجربة ذلك لحماية المريخ.
- ولَكِن هل يَنجح ذلك؟ هل يُمكِن أن يعود المريخ مغمورًا بالمياه -كما سيأتي الذكر- أم سيُصبِح صَحراء جرداء لا طاقة بها ولا ماء؟
2- الاكتشاف الثاني: المياه على سطح المريخ
- إنَّ أول مركبة فضائية استطاعت أن تصل إلى المريخ هي «مارينر-4» التي أُطلِقت في عام 1964م، والتقطت 20 صورة لسطح المريخ، وبثتها إلى الأرض.
- ثُمَ توالت الرحلات لاستكشاف سطح المريخ بعد نجاح الرحلة الأولى، حتى مركبة «MRO» التي أظهرت نتائج، وأدلة جديدة تُثبِت وجود جريان للمياه بِشَكلٍ مُتَقطِع على سطح الكوكب في الوقت الحاضر.
- حيثُ تَم رصد مُنحدرات وخطوط شُك في أمرها، وتَمكَنَ «لوجندر أوجها» قائد فريق فحص الصور المُلتقَطة.
- في الثامن والعشرين من سبتمبر أعلنت «ناسا» أنَ الصور المُلتقطة تَبُث أدِلة جَديدة تثبت وجود مياه على كوكب المريخ.
- حيثُ فَسرت المنحدرات في البداية أنها مُنحدرات مَريخية مُعتِمة.
- ولكن في الواقع بعد دراسة تحليلية دقيقة تَمَ التأكد من وجود أملاح مائية في تِلك المُنحدرَات.
- مِما يُثبِت جريان الماء في الماضي، والحاضِر ورُبَما المُستقبل يومًا ما.
3- الاكتشاف الثالث: تُربة الكوكب الأحمر
- في عام 2007 م قامت المركبة الفضائية «سبيريت» المُخصَصة لاكتِشاف سطح المريخ بتصوير تكونات صخرية على هيئة أصابع في هضبة المريخ الكبرى.
- وعندما بحث العلماء عن شبيهة تلك الحفريات على سطح الأرض وجدت في منطقة «تشيلي» في أمريكا الجنوبية.
- ثم مع البحث والتدقيق وجدَت مواد عضوية – أي مواد نتجت من تحلل بعض الكائنات الحية الدقيقة – ممَّا أنتج عنصر الكربون في التُربة.
- ولَكِن هل يُعنِي وجود بعض المواد الكربونية أو العضوية في تربة المريخ كونه صالحًا للحياة.
- فِي نَفس الوقت الذي وجد فيه العلماء تِلكَ المواد على سطح النيزك، هل هذا يعني بالمرة وجود حياة عليها؟
- الأمر لَم يتوقف على المواد الكربونية فقط، بل وُجِد كذلك عنصر غاز الميثان.
- هذا الغاز يُنتَج في الأرض من تَحلُل الكائنات الحية، هل هذا يُعني أنه ربما يُوجد على المريخ كائنات كتلك؟
- ولَكِن بعض العلماء رَجح نتاج الميثان من تفاعلات جيولوجية -تحت سطح المريخ- ولَكِن هذا لا يَنفِي بالمرة وجود الفرضية الأولى، وهي الكائنات الدقيقة.
رُبَما تَكُون الحياة على المريخ حُلم راود بعض العلماء، لَكِنَهُ الآن أصبح مسألة يتعامل معها البشر بِجِدية كبيرة. فهل يُمكِن يَومًا أن يَستَقبِل المَريخ سُكانًا جَدد؟ هل يُمكِن أن يُصبِح الأرض والمريخ زوجان يقتسمان أعباء البشرية؟ ربما نَعرِف ذَلِك بعد أيامٍ، أو شهور، أو ربما سنوات.
كتبته: سماء إبراهيم | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة