تُعرف المُطالعة المُستمرة بالقراءة، والقراءة ليست حِكرًا على أحد؛ بل هي مهارة يُمكن لأي شخص اكتسابها. القراءة ليست هواية كما هو شائع، لكنها غذاء العقل، والروح، والمعرفة المفهومة التي تُنمي العقول. قال «محمود عباس العقاد» عن القراءة: «القراءة وحدها هي التي تُعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تُزيد هذه الحياة عُمقًا، وإن كانت لا تُطيلها بمقدار الحساب».
– مفهوم القراءة
- إن القراءة حياةٌ أُخرى، ُتوسع مداركنا لمعرفة كيفية التعامل مع الآخرين، واتخاذ القرارات المهمة.
- القراءة ليست جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بل هي الجزء والوسيلة التي يعتمد عليها الشخص في حياته.
- وتتضح أهمية القراءة من كلام الكاتب «جراهام جري» حين قال: «أحيانًا أُفكر أن حياة الفرد تشكلت بواسطة الكُتب أكثر مما ساهم البشر أنفسهم فى تشكيل الحياة».
– تجربة القراءة
- فلو خضع أحدهم لتجربة أن يقرأ كل يوم خمس صفحات من كتاب، سيخرُج في آخر الشهر بنتائج مائة وخمسين صفحة.
- أي تُسعمائة صفحة لمدة نصف عام، أي بمعدل ثلاث كُتب كبيرة، أي من ستة إلى عشرة كُتب صغيرة ومتوسطة.
- وإذا قيس هذا على العام الواحد؛ فستكون النتائج عشرين كتابًا في السنة.
- ومع كل كتاب في السنة تَختبر تجربة ومعرفة جديدة، وتفتح بابًا جديدًا لتفكيرك ونمط حياتك.
– فوائد القراءة
- إذًا القراءة تُمكن الإنسان من التعلم والاطلاع على جميع ما يُريد معرفته من دون الاستعانة بأحد.
- فهي أقوى الوسائل لمعرفة الله سبحانه وتعالى، وعمارة الأرض، والوصول إلى العلوم.
- كما أنها سبب لاكتساب المهارات والأخلاق والصفات الحميدة، ووسيلة للأُنس والترويح عن النفس.
- فهي الصفة التي تُميز الشعوب المتقدمة التى تسعى دومًا للرُقي.
– مواقف السيرة مع القراءة
- وإذا تأملنا بعض مواقف السيرة النبوية، على سبيل المثال موقف فداء الأسرى في بدر.
- فقد كان الرسول (ص) يطلب من الأسير المُشرك الذى يُريد فداء نفسه من الأسر، تعليم عشرة من المسلمين.
- وهذه دلالة واضحة على قيمة القراءة وأهميتها وأيضًا ننظُر إلى «زيد بن ثابت» (رضى الله عنه).
- نراه قد تقدم على كثير من الصحابة، وصار مُلاصقًا للرسول (ص) دائمًا.
- لأنه يُتقن القراءة والكتابة، فصار كاتبًا للوحي وللرسائل، ومُترجمًا للسريانية والعبرية، وكان مبلغهُ من العمر ثلاثة عشر عامًا.
– الدعم الاقتصادي:
- القراءة لها دور عظيم في الدعم الاقتصادي لأفراد كثيرة؛ إذ أن إقبال الناس على القراءة يُشجع المطابع علي العمل.
- إلى جانب تحفيز البحث عن الكُتاب الجدد ذوي الموهبة؛ أي يخلق فرص عمل كثيرة ومن أدوارها أيضًا:
– تعزيز الإبداع
- توجد علاقة وثيقة بين القراءة والإبداع، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يقرأون في مجال الخيال تكون حاجتهم للانغلاق أقل.
- حيث طُلب من مجموعة من المشاركين قراءة مقالة أو قصة قصيرة، وبعد الانتهاء من القراءة تم تقييم حاجة القُراء.
- أوضح القُراء أن حاجتهم للانغلاق أقل بكثير مُقارنةً بقُراء المقالات.
- وهذا يدل على أن قراءة الأدب الخيالي يُساعد على مُعالجة المعلومات بشكل أفضل، بما في ذلك الإبداع.
- وذلك بسبب الطبيعة الغامضة للقصص التي تُجبر القارئ على قبول الغموض الذي يُعتقد أنه عامل مهم في الإبداع.
– تحسين الذاكرة
- يُساعد النشاط الذهني للقراءة على إبقاء الذاكرة نشيطة؛ لذا يمتلك الأشخاص الذين يقرأون أدمغة أكثر تعقيداً.
- حيث تُؤثر القراءة على أجزاء مُختَلِفة من الدماغ لا تقتصر على مُشاهدة فيلم، أو حتى الاستماع للموسيقى.
- فهذه الممارسة تشتمل على التعامل مع اللغة، والرؤية، والتعليم الترابُطي، مما يُحسن الذاكرة بشكل عام.
- بالإضافة الى ذلك تُساهم القراءة في الوقاية من مرض الزهايمر.
- حيث أظهرت دراسة في المركز الطبي لجامعة راش في شيكاغو أن هناك علاقة وثيقة بين تمرين الدماغ بطُرق صعبة.
- ـ مثل القراءة ـ وتباطؤ التراجع في الذاكرة، أي كلما قرأ الشخص وحفز الدماغ، فإن قدرته على حماية الذاكرة تزداد.
– تقليل التوتر
- يُمكن التخلص من إجهاد العمل أو الأمور التي يُواجهها الشخص في حياته اليومية والعلاقات الشخصية.
- من خلال قراءة بعض من الروايات المفضلة لكل شخص.
- حيث تُساهم في نقل الشخص إلى عالم آخر بعيدًا عن الضغوطات النفسية المُحاطة به.
القراءة موهبة رائعة، يمتلكها الكثير ولكن لا يُقدر قيمتها إلا القليل، بل لا يدركون أنها مصدر إلهامنا للتعامل مع جميع مشاكلنا برُقي تام وبدون تسرُع على الإطلاق. لأنها بالفعل تُنمي عقولنا، هي من أشار بها الله سبحانه وتعالى إلى سيدنا محمد عند نزول الوحي. أهمية القراءة لا تُعد ولا تُحصى. إنها الحياة، والكنز الجميل الرائع الملئ بالمعلومات، والمعرفة الهامة. «فاصنع لنفسك عالمًا مثالي مليء بالرقي والمعارف والخبرات، وكن لنفسك الشخص المثالي، واجعل القراءة الوردة الجميلة، والضوء الذي يُنير حياتك».
إعداد: بسمة علي | مراجعة: هند يونس | إشراف: سماء إبراهيم