لا شكَ أنَ للأم مكانة خاصة في قلوبِنا، لِما لها من دورٍ عظيم في تنشئتنا، وما تُقَدِمهُ من تضحيات وعطاءٍ لا ينضب. حيثُ يظل عطائها مستمرًا حتى في كبرنا، ولا يقتصر تأثير دور الأم فقط على المستوى الشخصي للأفراد بل يصل ذلك التأثير أيضًا إلى المجتمع. ولذلك كان واجبًا على مجتمعات العالم أن تُحدد يومًا لتكريم الأم على هذا الدور في كل عام.
ما هو يوم الأم؟ ولماذا يتم الاحتفال به؟
- هو احتفال سنوي ظهر في مطلع القرن العشرين، يُحتفل به في بعض الدول لتكريم الأمهات.
- وقدسية العلاقة التي تجمع بين الأم وأبنائها، وتأثير الأمهات على المجتمع.
- ظهر ذلك برغبة من المفكرين: الغربيين، والأوروبيين بعد أن وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يُهملون أمهاتهم، ولا يُؤدون الرعاية الكاملة لهُن.
- فأرادوا أن يُحددوا يومًا في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم.
- لاحقًا اتسعت رقعة المحتفلين به حتى صار يُحتفل به في العديد من الأيام، وفي شتى المدن في العالم.
- وفي أغلب الدول يحُتفل به في شهر أبريل، لكن يختلف تاريخه في دول أخرى.
- فمثلًا في «العالم العربي» يكون في اليوم الأول من فصل الربيع أي في اليوم الحادي والعشرين من شهر مارس.
- أما في «النرويج» يكون في الثاني من فبراير.
- وفي «الأرجنتين» في الثالث من أكتوبر.
- وفي «جنوب إفريقيا» في الأول من مايو.
- أما في «الولايات المتحدة الأمريكية» تحتفل به يوم الأحد الثاني من شهر مايو.
ما أصل تسمية يوم الأم؟
- يرجع أصل التسمية إلى عام 1912م، حيث أنشأت «آنا جارفيس» الجمعية الدولية ليوم الأم، وأيضًا إلى السيدة «جوليا وورد هاو».
- حيث في عام 1870م دعت «جوليا وورد هاو» إلى الاحتفال بيوم الأم كل عام، واستمر عقد هذا اليوم في «ولاية بوسطن» من كل عام على مدار عشر سنوات تحت رعايتها، حتى ماتت جوليا بعد ذلك.
- وتقول مصادر أخرى أن «جولييت كالهون بلاكيلي» بدأت يوم عيد الأم في ألبيون، ميشيغان في أواخر القرن التاسع عشر.
- وأشاد أولادها هذا اليوم في كل عام، وحثوا الآخرين على تكريم أمهاتهم في كل عام.
- وفي عام 1907م، أحيت «آنا جارفيس» احتفالًا خاصًا بيوم الأم بمناسبة ذكرى والدتها، في جرافتون، فيرجينيا الغربية.
- في عام 1908م لعبت دورًا رئيسيًا في ترتيب خدمة الكنيسة التي اجتذبت 407 أطفال وأمهاتهم.
- وأسست الرابطة الدولية لعيد الأم في عام 1912م، وروجت لهذا اليوم بأن يكون عطلة رسمية في جميع دول العالم. وأصبح عيد الأم يتمتع بشعبية مُتزايدة منذُ ذلك الحين.
– ولكن ما سبب اختيار تاريخ 21 من مارس للاحتفال بالأم في مصر؟
- نشرت أخبار اليوم علي متن صفحتها في عددها الصادر 9 مارس 1957م الإعلان عن أول طابع يصدُر بمناسبة الاحتفال بعيد الأم.
- في 21 مارس، وكانت قيمته 10 مليم، وهي أول سنة يتم الاحتفال فيها بعيد الأم في مصر.
- وتعود أول دعوة «للاحتفال بعيد الأم» في مصر إلى الكاتب الصحفي «مصطفى أمين» سنة 1943م، في كتابه «أمريكا الضاحكة»، لكن لم تلقَ الفكرة رواجًا.
- وبعدها بعشر سنين ذهبت سيدة للكاتب الصحفي «مصطفى أمين» إلى مكتبه في «مؤسسة أخبار اليوم».
- وحكت له قصتها التي تتلخص في أنها ترمَّلت وأولادها صغار، فلم تتزوج، وأوقفت حياتها على أطفالها، تقوم بدور الأب والأم، وظلت ترعى أولادها بكل طاقتها.
- حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية.
- فكتب «مصطفى أمين» و«علي أمين» في عمودهما الشهير «فكرة» يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها.
- وأشارا إلى أن الغرب يفعلون ذلك، فانهالت الخطابات عليهما تُشجع الفكرة.
- واقترح البعض أن يُخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط.
- لكن أغلبية القُراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وشارك القراء في اختيار يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم.
- وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون رمزًا للتفتح، والصفاء، والمشاعر الجميلة.
- واحتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارس سنة 1957م. ومن مصر خرجت الفكرة إلى الدول العربية الأخرى، وحتى الآن تحتفل الدول العربية بهذا اليوم.
وفى الختام، نود أن ندعوكم إلى استمرار إحياء هذا اليوم، ومحاولة جعله ذكرى لا تُنسى في حياة الأم، جربوا فعل الأشياء التي تُحبها الأم في هذا اليوم. حاولوا مساعدتها، افعلوا ولو شيء صغير تتذكركم به. لكن لا يجب أن نفعل ذلك في هذا اليوم فقط، بل نجعل كل يوم كأنه عيد للأم. فهو الرسالة التي ستظل تُذكرنا بفضل الأم على البشرية جميعها.
إعداد: هدير حسن | مراجعة: هند يونس | إشراف: سماء إبراهيم
التعليقات