هل فكرت يومًا كيف كانت حضارتنا تَنعم وتحظى باحترامٍ على مر الزمان، وكانت العُصور المَاضيِة أيضًا تتميز بالتمِييز العُنصري. وبَالأخص أصحاب البشرة السمراءَ في بلادنا وخاصة بلاد جنوب إفريقيا، ولكن رُقي وتقدم هذه البلاد ليس بلون بشرتهم ولا عرقهم وإنما تبني البلاد بالقيم وعراقة أفكارهم الحضارية. فمن بإعتقادك استطاع مُناضلة كل هذا سابقًا وسعى لنصر فكرة الحرية وتحطيم التمييز العنصري.
إنَهُ الزعيم نيلسون مانديلا الزعيم الأفريقي والبطل العظيم، في كل وقت من الزمن يظهر لنا كوكبة من الزعماء والشخصيات المؤثرة في البلاد نخطو على خطاهم و نسير على نهجهم ونتعلم من أساليب تفكيرهم العظيم، وعند المِحن تظهر الرجال.
– اليوم العالمي لنيلسون مانديلا
- في هذه الذكرى العالمية سنتذكّر معًا أهمّ تفاصيل حياته وسيرته الذاتية، إضافة إلى مجموعة من أهمّ أقواله.
- ولد الزعيم نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا بمدينة “ترانسكاي”، في الثامن عشر من تموز/ يوليو من عام 1918م.
- ولقب منذ صِغره باسم “روليهلاهلا” ويعني المشاغب.
- كان المهاتما غاندي هو مصدر إلهام له، فقد كان يعتنق أفكاره المنددة بالعنف والمطالبة بالسلم.
- توفي والده وهو في التاسعة من عمره.
- فنشأ مع أحد حكام القرى في منطقته، دخل المدرسة الابتدائية مع عدد قليل من الأولاد، ثم أكمل دراسته في مدارس إرسالية، وكان طالبًا مميزًا.
- ثم التحق بكلية فورت هاري لدراسة الحقوق، ولكنّه طردَ منها بسبب مشاركته في الاحتجاجات الطلابيّة على التمييز العنصريّ، فأكملها بالمراسلة في جوهانسبرغ.
- وبعد حصوله على الشهادة افتتح هو ورفيقه مكتبًا للمحاماة، والذي يُعدّ الأوّل من نوعه لذوي البشرة السوداء في جنوب إفريقيا.
– محطات حياة مانديلا
- محطات حياة مانديلا بدأت عندما التقى بزوجته الأولى في جوهانسبرغ عام 1944.
- وأثمر زواجهما بأربعة أبناء، ولكنّ زواجهما لم يدم فافترقا عام 1957 ليلتقي بزوجته الثانية بعد سنة، ويُرزقا بابنتين.
– حياته السياسية
- أما عن حياته السياسية والنضالية، فقد كان أول رجل قومي ورئيس من العرق الأسود يتولى منصب رئيس جنوب أفريقيا.
- بدأ مانديلا عمله السياسيّ عام 1942م، عندما انضمّ لحزب المؤتمر الوطنيّ الإفريقيّ، وبدأ معارضته لسياسة التمييز العنصريّ.
- وقد نشطَ الحزب في حملةٍ عُرِفت بحملة التحدّي، تنقل مانديلا خلالها في البلاد محرّضًا على مقاومة التمييز العنصريّ.
- فأصدرت السلطات حكمًا بسجنه مع وقف التنفيذ عام 1956، واتهموا بالخيانة بسبب دعوتهم السياسية.
- كما مُنع مانديلا من مغادرة جوهانسبرغ لستة أشهر. وقد شارك مع حزبه عام 1950 في إضراب ضد قمع الشيوعيّة.
– قرارات الحكومة
- أعلنت الحكومة عام 1961م أنّ دولة جنوب إفريقيا جمهوريّة للبيض، دعا مانديلا جميع المنظمات الدولية إلى مقاطعة الحكومة.
- ولذلك كانت ردة فعلها عنيفة وعنصريّة، ما دفع مانديلا للاختفاء والعمل في السر.
- وفي العام نفسه أسّس رمح الأمّة، الذي كان يهدف إلى الكفاح المسلّح.
- ثمّ توجه إلى الدول الإفريقيّة الأخرى للحصول على الدعم، فسافر إلى بوتسوانا وتنزانيا ومصر والجزائر والمغرب.
- ثمّ اتجه إلى بريطانيا، وإثيوبيا، وعاد بالدعم إلى جنوب إفريقيا.
– إلقاء القبض على نيلسون مانديلا
- وحين وصل إلى البلاد، ألقت الحكومة القبض عليه عام 1962، بتهمة التحريض ومغادرة البلاد بطريقة غير شرعيّة، وصدر عليه حكم بالسجن 5 سنوات.
- وفي السنة نفسها حُكم عليه بالسجن مدى الحياة في محكمة ريفونيا بتهمة الأعمال التخريبيّة، والسعي إلى قلب الحكومة بالعنف.
- وأجرى بعض الحوارات مع شخصيات سياسيّة، ورفض الخروج من السجن المشروط بتخلّيه عن الكفاح المسلّح مع حزبه.
- وفي عام 1990 أُطلق من دون أية شروط، بعد أكثر من 27 عاماً في السجن.
– خروج مانديلا من السجن
- فور خروجه من السجن بدأ مانديلا المفاوضات مع الرئيس الجنوب الأفريقي دي كليرك لإنهاء التمييز العنصري.
- وفي عام 1994، أجرت جنوب أفريقيا أول انتخابات ديمقراطية.
- وانتُخب حينها مانديلا رئيساً للبلاد، ليكون أوّل رئيس من العرق الأسود لجنوب أفريقيا، عن عمر يناهز 77 سنة.
- وكان دي كليرك نائبه الأول، وسعي خلال فترة رئاسته القضاء على التمييز العنصري وأصدر دستورا جديدا تعدديا خاليا من العنصرية.
- ومكن السود من العمل السياسي، والنهوض باقتصاد جنوب افريقيا وتنميته وحمايته من الانهيار.
- والسعي لحقوق الأقليات وحرية التعبير، وكان داعمًا للقضية الفلسطينية.
– تقاعد مانديلا
- وبعد الانتهاء من فترة حكمه تقاعد مانديلا فلم يترشح لفترة رئاسية ثانية، وقضى عمره في الأعمال الخيرية.
- لكنّه ورغم تقاعده، ظل ملتزمًا بقضية محاربة مرض الإيدز وغيرها من القضايا كتعزيز السلام والقضايا المتعلقة بالأزمات الإنسانية.
- وحصل على العديد من التكريمات والميداليات من العديد من رؤساء العالم، واختارته الأمم المتحدة سفيرًا للنوايا الحسنة عام 2005.
- كما شُيّد له تمثال في ميدان البرلمان في لندن عام 2007، وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1993.
- وكان آخر ظهور لنيلسون في المباراة النهائية لكأس العالم في جنوب أفريقيا عام 2010.
- وبقي بعيدًا من الأضواء بسبب مرضه. ومع ذلك، رافق السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما أثناء زيارتها جنوب أفريقيا عام 2011.
– وفاته
- انتهت رحلة الزعيم في الحياة وتوفي في الخامس من كانون الأول/ ديسمبر عام 2013 في منزله في جوهانسبورغ جنوبيّ إفريقيا، عن عمر يناهز 95 عامًا.
- وقد تأثر العديد والكثير بوفاته، ونعاه الكثير من رؤساء العالم، فقد كان رمزا للحرية والعدالة والمساواة، فهو من وضعَ بصمةً لا تمحى في تاريخِ البشريّة.
- فهو سياسيّ مناضلٌ، ويعدّ من أهمّ الشخصيات المناضلة لحقوق السود، ومحاربة العنصريّة.
وأعلن عام 2009، يوم عيد ميلاد مانديلا في 18 تموز “اليوم العالمي لنيلسون مانديلا”. وهو يوم عالمي لتعزيز السلام العالمي والاحتفال بـ زعيم جنوب افريقيا، فإن هذا الحدث السنوي يهدف إلى تشجيع المواطنين في جميع أنحاء العالم على اتباع نهجه والسير على الهدف الذي ثابر عليه مانديلا طيلة حياته.
أهم وأشهر أقوال الزعيم الراحل نيلسون مانديلا:
- “العلم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم”.
- “المال لا يصنع النجاح، إنما الحريّة لإنتاج المال هي التي تصنع النجاح”.
- “أن تكون حرًّا، لا يعني مجرد التخلص من القيود، بل أن نعيش بطريقة تحترم وتعزّز حرية الآخرين”.
- “لم يولد إنسان يكره إنساناً آخر بسبب لون بشرته أو أصله أو دينه، الناس تعلّمت الكراهية.
- وإذا كان تعليمهم الكراهية ممكناً، إذًا بإمكاننا تعليمهم الحب”.
إعداد: رضا محمد | مراجعة: سماء إبراهيم، هند يونس | إشراف: محمد جودة