تُبنى العملية التعليمية على جملة من الأجزاء ومن أهمها عملية التقييم المُتمثلة في الامتحانات. وأن نجاح الطالب في الامتحانات رهين بعمله على ثلاثة أبعاد: عقلي، نفسي، عملي. وأكثرها تأثيرًا النفسي، ذلك أن نفسية الطالب تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق النجاح بل والتميز. ولكن في المُقابل نجد كثير من الطلاب يُعانون من مشاكل نفسية تُكبلهم أثناء فترة الامتحانات وبعدها؛ مما يُؤثِر سلبًا على مردودهم الدراسي؛ وبالتالي صارت سلامة الطلاب النفسية خلال هذه الفترة شغلنا الشاغل؛ فهو بحاجة لقواعد نفسية تُساعده على تجاوز هذه المرحلة بسلام.
– مشكلة انخفاض الثقة بالنفس:
- فكثير من الطلاب يُعانون من مشكلة انخفاض الثقة بالنفس لكونهم لم يكتشفوا نفسيتهم بصفة عميقة ولو عرفوها ووظفوا قدراتها؛ لحققوا إنجازات باهرة.
- فقد أجمع عديد من خبراء علم النفس وعلم الاجتماع على أن النجاح يصنعه المرء بنفسه.
- وبكلتا يديه باكتشاف طاقته الذاتية ومقدرته بمساعدة أساتذته في صقلها وتوظيفها ليرتقي نحو الأفضل.
فعلى كل طالب أن يُحاول ويجتهد في سبيل العلم. - و يُحاول وألا يخشى في ذلك الفشل وهذا ما يُميز الناجحين والمتميزين إذ يقول: «بيل كوسبي»: «كي تنجح يجب أن تكون رغبتك في النجاح أعظم من خوفك من الفشل».
– كيف يُكلل الطالب مسعاه بالنجاح؟
- وخير مثال على ذلك «توماس إديسون» إذ حاول ٩٩ مرة حتى وصل لاختراع المصباح الكهربائي؛ فالطريق لبلوغ النجاح ليس بالسهل.
- ولكن على الطالب أن يَشحن ذاته بالتفاؤل الذي يُولد الأمل فتصبح النفس طموحة واثقة، ويسعى للعمل فيُكلل المسعى بالنجاح.
- من متطلبات النجاح: توقع الأفضل دائمًا، الإيمان بالذات، والنظر للأمور بتفاؤل.
- ومن جانب آخر نجد العديد من الطلاب يُعانون مِن رهاب الامتحانات ويتملكهم الخوف والذعر والقلق ويتجسد في شكل توتر وهو مرض العصر.
- ولتجاوزه لابد من الإيمان بالله والوثوق به فهو المُعين لعباده عن طريق الدعاء والصلاة؛ فيبُث في نفسك الهدوء والراحة والطمأنينة.
- بالإضافة لتخصيص وقت للراحة والترفيه عن النفس حتى يستعيد الطالب نشاطه لمتابعة المذاكرة.
– فائدة التخطيط الجيد:
- أضف إلى ذلك أن على الطالب إعداد جدول لأوقات المراجعة، النوم، الراحة، والحفظ الجيد لتكون الخطوات واضحة في ذهنه ولا يُداهمه الوقت؛ فيسقط في دوامة الإحباط.
- فتجده يقول: «الوقت لم يَعُد يَكفي ماذا سأراجع الآن، وكيف ومن أين أبدأ».
- فالتخطيط الجيد من أهم النقاط التي تُساعد الطالب الناجح على التوازن النفسي.
- إذ يقال أن ساعة من التخطيط تُكسبنا أربع ساعات من التنفيذ.
- لِذَلك يَكمن السر في التخطيط الجيد، لأن عدم التخطيط هو تخطيط للفشل.
– أهمية التغذية والصحة الجيدة:
- وننصح أيضًا بالتغذية اللازمة والصحة الجسدية؛ فهي الأخرى مهمة، فنفسية الطالب مُرتبطة بصحته الجسدية فالغذاء السليم له دور أيضًا.
- فعلى المُتعلم أخذ نصيبه من الطعام الصحي الذي يشحنه بالطاقة، والسعرات الحرارية اللازمة لِيَكون في كامل قواه الجسدية.
- كذلك تجنب السهر وإرهاق الجسد مِن أجل المراجعة لوقت مُتأخر مِن الليل.
- فهذا سَيَستنزِف منه رصيده في التركيز وفي لياقته الذهنية، كما يجد نفسه زائغ العينين ويشعر بالصداع والتعب.
- لذلك فالاعتناء بالصحة مهم خاصة أثناء هذه الفترة، كما يجب تجنب التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي.
- لعدم تشتيت الذهن والحفاظ على التركيز الجيد فهي مضيعة للوقت، وقد تجعله عرضة للاكتئاب والاحباط لما قد يُشاهده فيها من أخبار.
- إذًا فالطالب مدعو هنا لبذل أقصى جُهده خلال هَذه الفترة؛ لِكي تُكلل مَساعيه بالنجاح، مُتجنبًا بذلك كل المشتتات والملهيات.
المشاكل النفسية سببها القلق والتوتر الناتجان عن الخوف من الفشل، و لابُد أن نَفهم ذلك جيدًا حتى نُحسِن مواجهة تلك الانفعالات الوجدانية، فلو أن شخصًا سمع صوتًا صادرًا مِن غرفة مُظلمة سيزرع في نفسه القلق والخوف وإذا ما أقدم على مواجهة الخوف واكتشاف مصدر الصوت وأدرك أنه صوت أحد النوافذ التي تَعصِف بها الرياح فإنه سيرتاح نفسانيًا، كذلك الحال لو أدركنا مصدر قلقنا وتوترنا وأقدمنا على مواجهته بمزيد من الجهد والعمل، وفي نهاية الأمر الامتحانات تظل مُجرد جزء من مجموع أجزاء العملية التعليمية هدفها قياس مدى تملكنا للأهداف والبرامج المقرر اكتسابها، بالتالي فهي وسيلة قياس محمودة، وليست شرًا نخاف مواجهته بل هي الضامنة لتعديل مسارنا لنحقق النجاح والتميز.
إعداد: أمير الخلفي | مراجعة: هند يونس | إشراف: سماء إبراهيم