إن قوة المجتمعات تكمُن في مدى سلامة الصحة النفسية والاجتماعية لأفرادها، في الوقت الراهن قد انتشرت ظاهرة سوء معاملة الأطفال بشكل كبير وهي ظاهرة اجتماعية تعددت أشكالها وأسبابها، فالطفل يتعرض للإساءة داخل الأسرة وخارجها، هذه الإساءة التي تترك آثار جسدية ونفسية نتيجة للضرب والتهديد والإهمال، فمن منا لم يتعرض في صغره لبعض من الإيذاء الجسدي أو النفسي أو اللفظي أو الإهمال ..إلخ.
اهتم الكثير من الباحثين والأخصائيين والمهتمين بالطفل، وطرق معاملته وتربيته بهذه المشكلة التي تزيد يومًا بعد يوم، رغم توفر القوانين لحماية الطفل من سوء المعاملة. ويمكن أن نبلور ما سبق في بعض النقاط التالية:-
- نطاق المشكلة.
- أعراض الإساءة إلى الطفل.
- عواقب إساءة المعاملة.
- الوالدان أو المسؤول عن الرعاية.
- العوامل المجتمعية والاجتماعية.
- الوقاية.
1. نطاق المشكلة:
- إساءة معاملة الأطفال من المشكلات العالمية التي تؤدي إلى عواقب وخيمة تدوم مدى الحياة، كشفت الدراسات الدولية عن أن 1 من كل 5 نساء و1 من كل 13 رجل يُبلغون عن تعرضهم للأذى الجنسي في مرحلة الطفولة، كما يتعرّض كثير من الأطفال للإيذاء العاطفي (الذي يُشار إليه في بعض الأحيان بمصطلح الإيذاء النفسي) والإهمال.
2. أعراض الإساءة إلى الطفل:
- الطفل الذي يتعرض للإساءة مهما كان نوعها يشعر بالخزي والخجل، لذا من الهام رؤية العلامات التحذيرية التي تُخبر الآباء او الاشخاص المحيطين تعرضه للإساءة ومنها:
- التغير المفاجئ في السلوك أو الأداء المدرسي.
- الكدمات أو الجروح او الاصابات الأخرى غير المُفسرة.
- السلوك الجنسي غير الملائم مع عمره.
- التطرف في السلوك؛ إما عدواني بشكل مفرط او سلبي بدرجة ملفتة للنظر.
- الكوابيس أثناء النوم أو الخوف غير المعتاد عليه.
- الانسحاب من مجتمع الاصدقاء والانشطة المعتاد عليها.
- عدم تقدير الذات.
- صحة ضعيفة.
- الغياب من المدرسة. لابد من الوضع أن العلامات التحذيرية ما هي إلا تحذيرات ولا تُعني أن الطفل قد تعرض فعليا للإساءة.
3. عواقب إساءة المعاملة:
- تتسبّب إساءة معاملة الأطفال في معاناة الأطفال والأُسر وبإمكانها أن تخلّف عواقب طويلة الأجل. فتلك الظاهرة تتسبّب في حدوث إجهاد يؤدي إلى عرقلة نماء الدماغ في المراحل الأولى. كما يُمكن أن يؤدي الإجهاد الشديد إلى عرقلة نماء الجهازين العصبي والمناعي. ونتيجة لذلك تزيد مخاطر تعرّض الأطفال الذين عانوا من إساءة المعاملة لمشاكل صحية سلوكية وجسدية ونفسية عند الكبر، ومن تلك المشاكل:
- اقتراف العنف أو الوقوع ضحيّة له؛
- الاكتئاب.
- التدخين.
- السمنة.
- السلوكيات الجنسية المحفوفة بمخاطر عالية.
- الحمل غير المرغوب فيه.
- سوء استعمال الكحول والمخدرات.
4. الوالدان أو المسؤول عن الرعاية:
- هناك عدد من الخصائص التي تمنع والدي الأطفال أو المسؤولين من رعايتهم والتي قد تزيد من احتمال تعرّضهم لإساءة المعاملة، ومنها:
- صعوبة التواصل مع الطفل.
- عدم رعاية الطفل.
- تعرّضهم أيضًا لإساءة المعاملة في مرحلة الطفولة.
- افتقارهم إلى الوعي بنماء الطفل أو تطلّعهم إلى أمور غير واقعية.
- سوء استعمال الكحول أو المخدرات، بما في ذلك أثناء فترة الحمل.
- المشاركة في نشاط إجرامي.
- مواجهة صعوبات مالية.
5. العوامل الاجتماعية والمجتمعية:
- هناك عدد من الخصائص التي تطبع المجتمعات المحلية والمجتمعات كافة والتي قد تزيد من مخاطر إساءة معاملة الأطفال، ومنها:
- الفوارق القائمة بين الجنسين وبين مختلف الشرائح الاجتماعية.
- انعدام المساكن اللائقة والخدمات اللازمة لدعم الأسر والمؤسسات.
- ارتفاع مستويات البطالة أو الفقر.
- سهولة الحصول على الكحول والمخدرات.
- نقص السياسات والبرامج التي تحذر من إساءة معاملة الأطفال، واستغلال الأطفال في المواد الإباحية، وبغاء الأطفال، وعمل الأطفال.
- القواعد الاجتماعية والثقافية التي تشجّع أو تُمجّد ممارسة العنف ضدّ الغير أو تُدعم اللجوء إلى العقاب الجسدي أو تفرض أدوارًا جامدة على كلا الجنسين، أو تنقص من مركز الطفل في العلاقات القائمة بين الآباء والأطفال.
- السياسات الاجتماعية ،والاقتصادية، والصحية، والتعليمية التي تؤدي إلى تدني مستوى المعيشة، أو إلى عدم المساواة أو عدم الاستقرار في المجالين الاجتماعي والاقتصادي.
6. الوقاية:
- تقتضي الوقاية من إساءة معاملة الأطفال اتباع نهج متعدّد القطاعات. والبرامج الفعالة في هذا المجال هي البرامج التي تعكف على دعم الآباء وتلقين المهارات الإيجابية اللازمة لتربية الأطفال ورعايتهم. وتشمل تلك البرامج ما يلي:
- زيارة الممرضين للآباء والأطفال في بيوتهم من أجل دعمهم وتثقيفهم وتزويدهم بما يلزم من معلومات.
- تثقيف الآباء، وغالبًا ما يكون ذلك في شكل مجموعات، من أجل تحسين مهاراتهم في مجال تربية الأطفال ورعايتهم، وتحسين معارفهم في ميدان نماء الأطفال، وتشجيعهم على انتهاج استراتيجيات إيجابية فيما يخص إدارة الأطفال.
- الاضطلاع بتدخلات متعدّدة العناصر تشمل عادة دعم الآباء وتثقيفهم، والتعليم في مرحلة ما قبل الدراسة، ورعاية الأطفال.
- وفر لطفلك الحب والاهتمام، تعهد طفلك بالرعاية واستمع إليه وانخرط في حياته لتخلق الثقة والتواصل الجيد، شجع طفلك على إخبارك في حال وجود مشكلة، يمكن للبيئة العائلية الداعمة والعلاقات الاجتماعية أن تُعزز من ثقته بنفسه وإحساسه بقيمة ذاته.
- لا ترد بغضب؛ إذا شعرت بالإرهاق أو أنك خارج عن السيطرة، فاحصل على قسط من الراحة. لا تصب غضبك على طفلك. تحدث مع طبيبك أو معالجك عن الطرق التي يمكن أن تتعلمها للتأقلم مع التوتر والتفاعل بشكل أفضل مع طفلك.
- شدد على الأوقات التي تقول فيها لا. تأكد من أن طفلك يفهم أنه ليس عليه القيام بشيء يبدو مخيفًا أو غير مُريح. شجع طفلك على ترك المواقف المخيفة أو المُهددة فورًا وطلب المساعدة من شخص بالغ موثوق. إذا حدث شيئًا ما، شجع طفلك على أن يتحدث معك أو لأي شخص بالغ آخر موثوق عن الحادثة. طمأن طفلك أنه ليست هناك مشكلة في التحدث وأنه لن يقع في ورطة.
- التواصل؛ قابل العائلات في حيَّك بما في ذلك الآباء والأطفال. ضع في الإعتبار الإنضمام إلى مجموعة من مجموعات الدعم حتى يكون لديك مكان ملائم حتى تُنَفِس عن احباطاتك. كوّن شبكة من العائلة والأصدقاء الداعمين. إذا كان لديك صديق أو جار يبدو أنه يعاني، فاعرض عليه مجالسة طفله أو مساعدته بطريقة أخرى.
– المصادر:
إعداد: رضا محمد مراجعة: سماء إبراهيم، هند يونس | إشراف: محمد جودة
التعليقات