هُناكَ الكثير ممَن يبدأ إجازته دون تخطيط، ويُفكر فقط بأنه يُريد أن يستمتع ويأخذ قسطًا طويلًا من الراحة بعيدًا عن أجواء الدراسة والاختبارات. فيقضي إجازته بين النوم، واللهو دون تحقيق أي استفادة. لاشك بأن الراحة والاستمتاع بالإجازة شيء ضروري؛ فهو يُتيح لنا فترة من الراحة النفسية والجسدية؛ لنُكمل بعد ذلك دراستنا بنشاط. ولكن الصواب هُنا أن نستغل فترة الإجازة أفضل استغلال؛ لنجمع ثمار المُتعة والفائدة معًا. لعلك تتسائل: ما الذي يُمكنني فعله لتحقيق ذلك؟ وللإجابة عن هذا السؤال يُمكنُك قراءة التالي:
– التخطيط الجيد
- أغلبنا حين يُفكِر في التخطيط لإجازته يَجد نفسه قد وقع في بعض الأخطاء، مِمَا يُفسِد عليه خطته، وربما يشعُر بالإحباط حيال عدم إنجاز شيء مُفيد.
- ولِتَجنب هَذا، لا تُرهِق نفسك بوضع خطط كثيرة، فقط عليك التركيز والتفكير فيما تُريد فِعله.
- ومعرفة قدراتك وتحديد الوقت الذي تحتاجه لتحقيق كل هدف في خطتك.
- خطط لفعل أشياء تُحبها في الوقت الذي تُريده ولا تضغط نفسك، فالعُطلة فرصة للمتعة والراحة أيضًا.
- فنَوِّع من أنشطتك فيها ما بين: الترفيه، والاستفادة.
- ولا تقُل أريد فعل كذا وكذا، وأنت لا تعرف إن كان هذا يناسبك حقًا أم لا؟ سيعود عليك بالنفع أم لا؟
- كثيرٌ منا يبدأ بتنفيذ أشياء يرى فيها فرصة مناسبة، أو ربما تُشارك أصدقائك في فعل شيء ليس مهم بالنسبة لك ولكن تفعله لأنك تظن أنه مفيد.
- ركز جيدًا واسأل نفسك قبل البدء، هل أحتاج إلى القيام بذلك الآن؟
- ما الفائدة التي سأحصل عليها مِن فعل هذا؟ هل يستحق أن أنفق عليه من وقتي، ومجهودي، ومالي؟
- يجب عليك أن تعرف الإجابة جيدًا وتُحدد هل ستفعل هذا الشيء أم لا؟
- إن وجدت فيه فائدة تخدم أهدافك الكبرى فافعله وإن لم تجد، فينبغي عليك أن تنشغل فيما يفيدك.
– تعلم شيء جديد
- أفضل ما تُقدمه لنفسك في سن مُبَكِر هو التعلُم الذاتي، والحرص على تنمية مواهبك.
- وتَعلُم مَهارات جديدة، والسَعي لتطوير ذاتك، وتكوين شخصيتك الناجحة.
- وهذا سوف يضمن لك حياة أفضل بكثير. فالعلم يُضيء الحياة، حقًا العلم نور، فلا تتوقف عن التعلم.
- من الضروري تَعلُم أشياء أخرى بجانب دراستك؛ لتزداد وعي وثقافة، ويُمكنك فعل ذلك بسهولة الآن.
- تُوجَد كثير من المواقع على الإنترنت تُقدم لك دروسًا مجانية في مجالات وعلوم كثيرة.
- فقط حدد ما الذي تُريد تعلُمه؟ هل تُريد أن تتعلم لغة جديدة؟ أم تُريد تنمية موهبتك في الرسم؟
- أو كتابة الشِعر أو القصص؟ هل تُريد تعلم البرمجة أو التصميم؟ أم ماذا؟
- حدد ما تُريده وابدأ بتنفيذ هدفك، فقط بالبحث عنه على الإنترنت، وجرب أشياء جديدة لتكتشف ذاتك والعالم مِن حولك.
- يُمكنُك فعل هذا بسهولة، وهنُاك نصيحة أخيرة ربما تَكونُ قادرة على إعطائك الفائدة المرجوة من فترة إجازتك القصيرة، وتُمِدُكَ بكثير من الخبرات.
– اقرأ
- القراءة غذاء الروح والعقل، إن كُنت لا تعي فائدة وأهمية القراءة إلى الآن فيجب عليك أن تبدأ بالقراءة على الفور وستعرف ما السر وراء ذلك.
- سأقول لك شيئًا: إن القراءة عالم آخر لحظة دخوله، ستعرفه حق المعرفة، سَتُحبه كثيرًا.
- عالم يجعلك أكبر وأكثر وعي، يُؤثر على شخصيتك فيجعلك شخص حكيم وأكثر ذكاءً.
- اقرأ الروايات والقصص فهي تجعلك تعيش حياة أبطالها وتتعلم من تجاربهم، اقرأ كتب عن تطوير الذات.
- على سبيل المثال: كتاب «العادات السبع للمراهقين الأكثر فاعلية» مثلاً أو غيره في المجال الذي تفضله.
- كلما قرأت أكثر ستدرك أن القراءة هي العادة التي يجب أن تحافظ عليها في كل أيامك.
- ولاسيما أيام الإجازة فهي تُتيح لك وقتًا أكبر للتفرغ للقراءة.
خصص ساعة على الأقل في كل يوم للقراءة والتخطيط أو حتى التعلُم الذاتي وستلاحظ أهميتها الكبرى، وأثرها على حياتك. احرص على الاستمتاع بإجازتك والخروج في نزهة مع أصدقائك، أو زيارة أقاربك أو ممارسة رياضتك المفضلة أو فعل أي نشاط يجعلك تستمتع بوقتك، فقط عليك أن توازن بين الأمور وتضع خطتك لإجازة ممتعة ومفيدة. وتذكر دائمًا قول النبي – صلى الله عليه وسلم –«احرص على ما ينفعك».
إعداد: ياسمين حمدي | مراجعة: هند يونس | إشراف: سماء إبراهيم