الكثير مِنا يَقطن في جزيرة بعيدة، جزيرة وهمية، جزيرة ليست على خريطة، ولا هي على أرض حقيقية، جزيرة تسكنها أحلام وآمال كثيرة، جزيرة تُدعى «جزيرة يوما ما». يحدث أن نعد أنفسنا دائما بإنجاز الكثير من الأعمال والمهام، ولكننا نهمل ذلك بسفرنا المكرر لجزيرة «يوما ما». فعادةً ما نستيقظ في الصباح الباكر، وكلنا إرادة وعزيمة قصد إنجاز تلك المهام الكثيرة، المُدونة عَلى لائحة طويلة، لكن سرعان ما تتم ساعات اليوم الثمينة، مارة هي مرور الكرام دون أي إنجاز يذكر! لنعود ليلًا حاملين نفس الأحلام التي نود أن تتحقق اليوم أو غدًا أو قد تكون يومًا ما.
هي «الآن» الوجود والإدراك، أو ما يعرف أيضًا باللحظة الراهنة، اللحظة الحقيقة الوحيدة في حياتنا، اللحظة الثمينة التي علينا أن نحيا فيها. ونقوم بكل ما نوده الآن، الآن لا وقت آخر. لذلك جلبت لك يا صديق العديد من الطرق العلمية التي تُساعدك على التخلّص من المماطلة، وتجعلك تعيش في جزيرة «الآن»:
1. ثق بنفسك وتسامح معها:
- تسامح مع ذاتك دائمًا وثق بها، ولا تقس كثيرًا عليها، فالقسوة لن تأتي لك إلا بنتائج عكسية.
- فإذا ماطلت في أداء مَهام معينة وأجلتها في الماضي، فعليك أن تبدأ فيها من الآن، وستكسب في ذاتك بذلك الكثير من الثقة.
2- تخلص من عاداتك السيئة:
- لا تُعد المهام غير المكتملة هي المصدر الوحيد لتشتيت الذهن والضياع، والدافع الوحيد المُسبب للمُماطلة والتسويف.
- وإنما يُضاف إليها العادات السيئة التي تَأخذ يومك ووقتك كله هباءً منثورًا دون سابق إنذار.
- إدمانك مثلًا على وسائل التواصل الإجتماعي التي تُعد واحدة من أهم مصادر تشتيت الذهن والتأجيل.
- خلال 60 ثانية فقط، يُنشر على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» 3.3 مليون منشور، ويُرسل على «واتس آب» 29 مليون رسالة.
- ويُكتب على «تويتر» 448.800 تدوينة، ويُرفع على «إنستجرام» 65.972 صورة، ويرفع على «يوتيوب» 500 ساعة.
- وهي أرقام توحي ببساطة مدى انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وأشغالها للأشخاص لدرجة «الإدمان».
- لذلك ينصح عند بداية العمل والمهام المطلوبة، غلق مواقع التواصل الاجتماعي، للتخلص من التشتيت الذهني الناتج عنها.
وهناك أيضًا عادات أخرى كثيرة تسرق يومك يا صديقي كالكسل والخمول …الخ، لذلك فأنا أنصحك بقراءة الكتاب الرائع “making good habits breaking “bad habits للكاتبة “Joyce Meyer” سيساعدك على التخلص منها .
3. ابدأ بالمهام الصغيرة:
- إن العقل البشري بطبيعته الخلقية ينشغل دائمًا بالتفكير بالمهام الغير مُنجزة لا المهام المكتملة.
- ذلك من شأنه أن يجلب لك الشتت الذهني الذي يحثك على المماطلة كلما تذكرت أعمالك المتبقية التي عليك إنجازها.
- لذلك ينصح دائمًا البدء بالمهام الصغيرة وإنهائها بشكل كامل، حتى نتخلص من إشغالها للذهن وسيصبح عقلك حينها أكثر تركيزًا لإنهائها.
- كما أن إنهاء المهام البسيطة سيشعرك بالإنجاز والثقة، ويحفزك لأداء المزيد من العمل.
4. وضع حد زمني لإنهاء المهام :
- لإنجاز مهامك في وقت أسرع وبانتظام يجب عليك دائما وضع حد زمني لإنهاء تلك المهام.
- ذاك التحديد سيساعدك حتما ويضعك في تحدي مع الزمان، التزامك سيجعلك الرابح لا محالة.
عند القيام بأي من مهام الدراسة لأجل امتحان ما أو العمل لبلوغ هدف ما عليك التحلي بالصبر دائما والتفكير في لذة الوصول، لذة النجاح، التفكير في الشيء سوف يحفزك دائمًا للوصول إليه، وتفكيرك الدائم في النجاح سوف يجعله حقيقة. ماذا لو غادرنا هذه الجزيرة وإلى الأبد. أما حان الوقت يا صديقي أما حان لنغادر جزيرة «يوم ما»، ونسكن جزيرة «الآن».
إعداد: إسراء فقير | مراجعة: سماء إبراهيم، هند يونس | إشراف: محمد جودة