لقد أرسى الإسلام قيمًا معينة وأينما وجدت هذه القيم وجد الإسلام فقد أوصل الإسلام العرب إلى أوج نموهم عندما أخذوا بهذه القيم. كما أن الغرب أخذ بها في فترة ازدهاره فكانت سببًا في تطوره ونموه. وعندما أهمل المسلمون هذه القيم، في مرحلة تاريخهم، كان إهمالهم لها سببًا في تأخرهم. ثم يبدأ في عرض الفصل الأول الذي تناول عدة نقاط ومواضيع مهمة تتلخص في عدة نقاط وعدة مواضيع وتساؤلات وعرض لأهم النظريات كلاتي:
معالم التنمية المستدامة:
- تحت هذا العنوان يقسم العالم إلى قسمين بلدان متطورة وبلدان نامية، حيث يجد أن الكثير من الدول الإسلامية تقع تحت فئة البلدان النامية أو قيد التطور.
- ولم تلحق بركاب التطور والتقدم كدول الصناعية الأخرى، رغم أن هناك دول لديها المال والثروة كالبترول، إلا أنها لا تلحق بهذه الدول.
- فمن هنا يجد أن المال مقياس للثروة أكثر ما هو مقياس للنمو، ويظل يسأل في هذا الجزء، لماذا لم تنتقل معالم النهضة والثورة الصناعية إلى البلدان الإسلامية.
- رغم أنها متاحة، لماذا انتقلت من المملكة المتحدة إلى أمريكا وغيرها ولم تنقل بهذه السرعة إلى الدول الإسلامية.
نظرية “إيفرت هيجن”
- ويعرض هنا نظرية ” إيفرت هيجن” الذي يجعل التطورات التكنولوجيا تتألف من مرحلتين.
- مرحلة اكتشاف المعرفة، والمرحلة الثانية تطبيق المعرفة من أجل زيادة الإنتاج.
أسباب النمو الاقتصادي:
- يري البعض أن الطقس سبب من أسباب النمو الاقتصادي وتبنى هذه النظرية كلًا من الأمريكي “هنتكتون” عالم الجغرافيا، والفرنسي ” مونتسكيو” في كتابه “روح القوانين”.
- ويرجع في أصلها إلى العالم العربي بن خلدون.
- وأيضًا ربط بعض العلماء النمو الاقتصادي بأسباب أخري مثل: التفوق العرقي والذكاء أو الموارد الطبيعية.
- حيث دار خلاف بين العلماء على أهمية الموارد الطبيعية والفرد، في حين يري المؤلف أن الفرد هو الأهم في هذه المعادلة، ورجح رأيه بمثال عن اكتشاف البترول والاستفادة منه.
- حيث أن البترول موجود في أمريكا والسعودية، ولكن تم اكتشافه في أمريكا عام 1858م بفضل مهارة الإنسان، في حين تم اكتشافه في السعودية 1934م.
- وهنا مهارة الفرد وقدرته هي الفيصل، في حين ركز بعض العلماء على رأس المال.
- ويرى البعض أن بعض الدول الإسلامية تمتلك رأس المال ولكن ليست متقدمة.
- وأرجعوا ذلك لأنها تفتقد رأس المال الاجتماعي: وهي كيفية توظيف الأموال في فعاليات المجتمع كالطرق والمستشفيات ومحطات إنتاج الطاقة.
نظرية ماكس فيبر:
- يتساءل المؤلف مع هنري بيرين عما إذا كانت الذهنية التي يسميها ماكس فيبر مثلًا بروتستنتية.
- ليس سوى أفكار تتمثل فيها ذهنية رجال العمال الجدد الذين أفرزتهم الثورة الصناعية الحديثة.
- والذين حلوا مكان الرجال التقليديين، أو بتعبير آخر أن ما يسمى بالذهنية البروتستنتية.
- إنما هو تكييف الذهنية القديمة التي تخطى مفاهيمها الزمن مع الضرورات الاقتصادية الجديدة.
- وهذه الأفكار الجديدة بالذات هي التي مهدت الطريق للنمو الاقتصاد.
- بمعنى آخر هو القبول بأن هناك تفاعلًا ذا اتجاهين بين الإصلاحات الدينية من جهة والتغيرات الاقتصادية من جهة أخرى.
- بحيث لا يبدو طبيعيًا أن نعتقد أن الإصلاحات الدينية هي وحدها أوجدت الروح الرأسمالية.
- كما أنه ليس صحيحًا أن نعتبر أن هذه الإصلاحات الدينية جاءت نتيجة للتغيرات الاقتصادية.
أسباب تفوق المجتمعات البروتسنتية:
- هذا يعني أن الديانة البروتستنتية رسمت لها تعاميم ومفاهيم ساعدت على النمو الاقتصادي.
- وكما لاحظ ماكس فيبر أن الإحصاءات المهنية في بلدان أوروبا الغربية تشير بتكرار عجيب.
- مفاده أن رجال الأعمال، وأصحاب رؤوس الأموال، وحاملي المهارات العلمية العالمية.
- والمدراء والفنيين والإداريين في المؤسسات العصرية ينتمون بغالبية ساحقة إلى الطائفة البروتستنتية.
- وكان اليكسي دو توكفيل في كتابه الشهير “الديمقراطية في أمريكا” من الذين لاحظوا ذلك.
- كما أن الكاتب الفرنسي آلان بيرنيت في كتابه “الداء الفرنسي” استعرض مطولًا كيف تخلفت في مطلع القرن التاسع عشر بلدان كاثوليكية كالبرتغال وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا.
- بينما انطلقت في الميدان الاقتصادي البلدان البروتستنتية كهولندا وألمانيا وانجلترا والولايات المتحدة الأمريكية.
إعداد: عبد اللطيف مشرف | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة
التعليقات