من هو سيبويه؟
اسمه:
- أبو بشر عمر بن عثمان بن قنبر
نسبه:
- هو فارسي الأصل حيث ولد في حدود عام (140هـ/ 756م) على أرجح الأقوال في مدينة البيضاء ببلاد فارس.
- وهي أكبر مدينة في إصطخر وتقع على القرب من شيراز (إيران حاليًا).
- وقيل غيرهم أنه ولد في مدينة (سارة) ببلاد فارس.
كنيته:
- كانت أمه تحب أن تراقصه وتدلله في الصغر فكانت تناديه (سيبويه).
- وهي كلمة فارسية مركبة وتعني “رائحة التفاح”.
- حيث أن السِّيْب هو: التفاح، و وَيْه: رائحته، أي: رائحة التفاح.
- وقيل سمي بسيبويه لجماله وحمرة بوجنتيه.
-بدايته مع العلم:
- جاء سيبويه وهو ابن أربعة عشر ربيعًا (على أرجح الأقوال) من مدينة البيضاء ببلاد فارس إلى البصرة في العراق.
- التي كانت حاضرة العلم والثقافة والأدب وكانت تعج بكبارالأئمة والعلماء والفقهاء.
- أخذ ينهل من مناهل العلم والأدب والحديث وهو غلام صغير؛ لينشأ بها قريبًا من مراكز السلطة والعلم.
- روي عنه أنه ذات يوم ذهب إلى شيخه حماد البصري ليتلقى منه الحديث.
- ويستملي منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء…”
- ولكن سيبويه أخطأ لقدر قدره الله له، وهو يقرأ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فـ يقرؤه على هذا النحو: “ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت ليس أبو الدرداء …”
- فصاح به شيخه حماد: لَحَنْتَ يا سيبويه، إنما هذا استثناء؛ فقال سيبويه: والله لأطلبن علمًا لا يلحنني معه أحد، ثم مضى ولزم الخليل بن أحمد الفراهيدي وغيره.
- ومن هنا كانت البداية الحقيقية للغلام الصغير سيبويه ليصبح بعدها إمام المتقدمين والمتأخرين في النحو.
– شيوخه ومعلميه:
- تتلمذ سيبويه على يد العديد من كبار الشيوخ والعلماء الذين عاشوا في عصره أثناء الدولة العباسية، ونخص منهم أربعة من علماء اللغة:-
- عبقري العربية وإمامها الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو أكثرهم تأثيرًا فيه.
- الثاني (سعيد بن مسْعَدة أبو الحسن)، الذي يروى عنه كتاب (سيبويه)، وهو صاحبه.
- والثالث: (أبو الحسن علي بن سليمان)، صاحب أبوي العباس النحويين: (أحمد بن يحيى الملقب بثعلب)، و(محمد بن يزيد الملقب بالُمبرِّد).
- ورابعهم معلمي سيبويه العلامة (عيسى بن عمرو).
- كما أخذ سيبويه العلم عن يونس بن حبيب وغيرهم من علماء وشيوخ الدولة العباسية في البصرة، ومن الغريب في حياة سيبويه العلمية أنه لما مات – رحمه الله – كان أغلب شيوخه ومعلميه مازالوا على قيد الحياة!
– تلاميذ سيبويه:
- من الصعوبة بمكان أن نحصي تلاميذ سيبويه، خاصة لو وضعنا في اعتبارنا أن كل النحاة الذين جاءوا بعد سيبويه وتعلموا أسسه وغاصوا في بحوراللغة قد مروا على كتابه.
- لكن لو تعرضنا للتلاميذ بالمعنى الحرفي فإننا نقول: برز من بين تلاميذ سيبويه عالمان جليلان هما:
– الأخفش الأوسط
- هو سعيد بن مسعدة البلخي ثم البصري أبو الحسن، اشتهر باسم الأخفش الأوسط (والأخفش هو من كان في بصره ضعف وفي عينيه ضيق).
- نحوي عالم باللغة والأدب، من علماء البصرة. أخذ العربية عن سيبويه وقام بتدريس كتابه.
- من تصانيفه: غريب القرآن، تفسير معاني القرآن، معاني الشعر، كتاب العروض، كتاب الاشتقاق، كتاب الأصوات، كتاب الملوك، كتاب المقاييس، كتاب الأوسط في النحو، كتاب المسائل الكبير والمسائل الصغير، غريب الموطأ. توفي عن 75 سنة.
– وقطرب (أبو محمد بن المستنير المصري)
- هو محمد بن المستنير بن أحمد، من أهل البصرة من الموالي. أبو علي، الشهير بقطرب.
- ولد في البصرة وأخذ النحو عن سيبويه والبصريين، وأخذ علم الكلام عن النظام، وكان يتبع مذهب الاعتزال.
- نحوي عالم بالأدب واللغة، وهو أول من وضع (المثلث) في اللغة.
- من تصانيفه: معاني القرآن، غريب الحديث، النوادر، الأضداد، الأزمنة، تفسير القرآن على مذهب المعتزلة.
- كتاب الرد على الملحدين، في تشابه القرآن، كتاب الهمزة، الاشتقاق، الأصوات، كتاب خلق الإنسان، كتاب الصفات، كتاب القوافي، العلل في النحو، المثلث في اللغة.
– منهج سيبويه في النحو:
- مثلما ذكرنا فقد تخرج «سيبويه» على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي وعنه أخذ.
- وكل ما يحكيه «سيبويه» في كتابه، ولكننا نقول إن علم النحو ليس علماً عقلياً.
- بمعنى أن سيبويه ـ مثلًا ـ لم يعتمد على التفنن العقلي في تقرير قواعد النحو .
- إن علم النحو مبني على الاستقراء فسيبويه ـ مثلًا ـ أخذ يحلل كل النصوص الواردة عن العرب، من شعر وخطابة ونثر وغير ذلك.
- فوجد أنهم دائماً يرفعون الفاعل في كلامهم، واستنبط من ذلك قاعدة “الفاعل مرفوع”.
- وهكذا نتجت لدينا “قاعدة نحوية” تسطر في كتب النحو، يتعلمها الأعاجم فيستقيم لسانهم بالعربية إذا جرت عليه.
- ولذلك نرى أن نهج سيبويه في دراسة النحو منهج الفطرة والطبع والاستقراء للغة العربية من على ألسنة العرب وليس التفنن والاختراع في تحديد قواعد النحو.
- ولهذا نقول أن منهج سيبويه اعتمد بالأساس الأول على الفطرة والسليقة العربية في وضع قواعد النحو وتحديد مخارج الحروف .
– الصوت في منهجية سيبويه:
- لو تركنا الخليل ذاته إلى من تأثر بمدرسته لوجدنا جهودًا صوتية متناثرة، تستند في أغلبها إلى مبتكرات الخليل، توافقه حينا، وتخالفه حينا آخر.
- فأعضاء النطق مثلاً عند الخليل وعند سيبويه واحدة، والحروف في مدارجها، ويعني بها الأصوات تبعا للخليل.
- تبدأ بأقصى الحلق، وتنتهي بالشفتين، فهي عند سيبويه كما هي عند الخليل.
- ولكن ترتيب الحروف في كتاب سيبويه تخالف ترتيب الخليل، فحينما وضع الخليل الأبجدية الصوتية للمعجم العربي مبتكراً لها.
- خالفه سيبويه في ترتيب تلك الأصوات، إذ بدأ بالهمزة والألف والهاء، وقدّم الغين على الخاء، وأخر القاف عن الكاف وهكذا.
يتضح هذا من ترتيبه للحروف على هذا النحو:
- همزة . ا . هـ .
- ع . ح . غ . خ .
- ك . ق .
- ض . ج . ش .
- ي . ل . ر .
- ن . ط . د .
- ت . ص .
- ز . س . ظ .
- ذ . ث . ف .
- ب . م . و
– وفاة سيبويه:
- أن سيبويه إمام المتقدمين والمتأخرين النحويين قد توفي سنة 180 هجري وقيل سنة 177 هجري في قرية البيضـاء مـن قـرى شيـراز.
- وهي التي ولد وترعرع فيها وقد كـان عمـره لمـا مـات نيفـاً وأربعين سنـة وقال بعضهم أنه توفي بالبصرة سنة 161 وقيل سنة 188.
- وقال أبو الفرج ابن الجوزي توفي سيبويه في سنة 194 هجري وعمره اثنتان وثلاثون سنة.
- وأنه توفي بمدينة ساوة فيما وذكر خطيب بغـداد عـن ابـن دريـد أن سيبويه مات بشيراز وقبره بها ..
مما سبق نرى أن الأقوال تضاربت في تاريخ وفاته وعمره ووقت وفاته ولكن هذا كله لا يمثل شيئاً أمام العلم الذي خلفه من بعده في كتابه (الكتاب) فمات شاباً قبل أن يخرج كتابه إلى النور فجزى الله تلميذه أبو الحسن الأخفش الذي أخرجه إلى النور.
كتَبتْهُ: سماء إبراهيم مراجعة: هند يونس إشراف: محمد جودة
التعليقات