تفتخر كتب التاريخ بالفتح العربي للأندلس، وتأسيسهم دولة كان لها في فترات تاريخية كثيرة حضورها ومكانتها بين الأمم. ولا يمكن الحديث عن هذا الوجود العربي في إسبانيا الذي امتد لحوالي الثمانية قرون، دون الحديث عن القائد المسلم «طارق بن زياد». والذي يعود له الفضل الأكبر في تحقيق هذه المهمة. بالإضافة لقائده موسى بن نصير، وجيشه الذي لم يتجاوز في البداية السبعة آلاف مقاتل. من هو طارق بن زياد؟ ومن أي بلد ينحدر؟ ولماذا وثقت به الخلافة الأموية كي ترسله على رأس جيش من البربر. قطعوا البحر وانتقلوا من أراضي المغرب إلى بلاد جديدة لا يعرفونها.
من هو طارق بن زياد؟
- ولد طارق في إحدى مدن المغرب العربي، ولعلها من مدن قبيلة نفزة، وذلك في خمسينيات القرن الأول الهجري.
- وهو عهد القائد العربي عقبة بن نافع في المغرب العربي.
- تلقى طارق الاسلام على يد أبيه زياد الذي تلقه على يد أباه عبدالله، وهو أول اسم عربي اسلامي في نسبته.
- ثم ينحدر مساق النسب بعد ذلك خلال أسماء بربرية محضة حتى ينتهي إلى نفزة، مع التنويه إلى عدم وجود اثبات دقيق حول صحة نسبته.
المناصب التي تقلدها:
- تولى عدة مناصب عسكرية في عهد والي المغرب القائد العربي «زهير بن قيس البلوي»، حتى أنه تسلم برقة.
- وسمي أميرًا عليها عندما استشهد هذا القائد عام 76 هـ.
- لكن لا توجد بشكل عام معلومات تاريخية كثيرة تتحدث عنه قبل فتح الأندلس.
- ومن ضمن ما يذكر انه اشترك مع موسى بن نصير في فتح بقية بلاد المغرب العربي والسيطرة على حصون المغرب الأقصى حتى المحيط الأطلسي.
- توجد إشارة تحدث عنها «ابن عبد الحكم»، تشير الى إقامة طارق ومع زوجته أم حكيم في تلمسان على حدود طنجة الشرقية.
- ولعل موسى هو الذي عهد إليه بولايتها، كما عهد إليه لاحقًا ولاية طنجة.
- كان لطارق دور كبير في الاتصال بيوليان، حام سبتة، وهي آخر معقل وقف في وجه العرب بأفريقيا.
- لكن يوليان -وهو قوطي الجنسية- قرر التعاون مع المسلمين لدخول الأندلس.
- وإنهاء حكم لوذريق الحاكم القوطي هناك، ومن خلال وساطة طارق بن زياد التقى بموسى بن نصير واتفقا خلال اجتماعهما على الدخول إلى اسبانيا القوطية.
المعارك التي خاضها:
-
- انتهى طارق من القضاء على الحامية التي اعترضت طريقه في الجنوب، ووصل نبأه إلى ملك القوط الذي كان في الجبال يقاتل بعض الثائرين.
- فعاد إلى طليلطة واتجه نحو الجنوب بجيش كبير لملاقاة طارق.
- وعند وادي لكة، التقى الجيشان ودارت معركة عنيفة انتهت بفوز المسلمين على القوط.
- رغم تواضع جيش المسلمين إذ ما قورن من حيث العدد بجيش القوط.
- بعد هذه المعركة الحاسمة أرسل طارق بعض مقاتليه لفتح قرطبة وغرناطة ومالقا وغيرها.
- واتجه هو مع غالبية الجيش إلى طليطلة عاصمة القوط، فدخلها وأسس دولة المسلمين على أنقاض الدولة القوطية.
بداية النهاية:
- في عام 712، التقى طارق بالقائد
- بعد جولة اطلاعية قام بها القائد أبو زرعة طريف بن مالك، بناء على أوامر من القائد بن نصير.
- قرر الأخير في عام 711 إرسال جيش بقيادة طارق بن زياد لفتح البلاد.
- وعبر طارق المضيق الذي حمل اسمه لاحقًا ونزل في جنوب شبه الجزيرة في مكان سمي أيضًا بجل طارق.
- وكان عبور هذا الجيش على سفن قدم جزء منها حاكم سبتة، بالإضافة لإدلاء لاستكشاف المكان.
- تمكن موس بن نصير، بالقرب من طليلطة بعد عدة فتوحات قام بها بن نصير.
- ولكن كتب التاريخ تتحدث عن تعنيف قام به بن نصير لمولاه طارق بن زياد، بسبب توغله في البلاد توغلًا كان يمكن أن يحمل الشر على جيوش المسلمين،.
- ويرى بعض الباحثين أن السبب يرجع للغيرة من أخبار النصر التي حققها طارق.
- بعد هدوء الثورة بين القائدين تابعًا طريق الفتوحات، وأخضعا أقاليم ومدن جديدة.
- وفي غمرة الفتوحات استدعى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، كل من موسى وطارق للقدوم إلى دمشق.
- فانطلق القائدان عام 713 نحو العاصمة الأموية.
أساطير الأندلس:
- ترافقت أخبار الأندلس ببعض الأساطير منها خطبة عصماء نسبت إلى طارق وإحراقه لسفنه منعًا من عودة جنوده. وأقدم إشارة لهذه الخطبة ما أورده مؤرخ الأندلس عبد الملك بن حبيب المتوفي سنة 852.
- إذ نقل عنه قوله: «أيه الناس أين المفر البحر من ورائكم والعدو من أمامكم؟ فليس لكم والله إلا الصدق والصبر.
- وإلا فإني صادم بنفسي لا أقصر حتى أخالطه أو اقتل دونه».
- هاتان الروايتان تحملان الكثير من الضعف، لأن معظم المؤخرين العرب الأوائل لم يشيروا إليها.
- لا توجد معلومات دقيقة حول مصير القائد طارق بن زياد، فبعد عودته إلى دمشق، انقطع ذكره في كتب التاريخ.
- ولكن البعض يقول أنه مات في فاقة وعوز، ولم تطئ قدميه أرض الأندلس أو المغرب ثانية.
إعداد: مودة بحاح | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة
التعليقات