على الرغم من أن قلق الامتحانات ظاهرة عامة تصيب كل الناس تقريبًا بدرجات مختلفة، وربما يعتبر القلق بدرجاته المعقولة حافزًا للدراسة والإجادة، فنجد بعض الطلاب المتميزين يضعف أداؤهم إلا أنه في بعض الأحيان يتجاوز هذه الحدود المفيدة والمحفزة ويصبح عائقًا أمام عملية التعلم ويؤثر تأثيرًا شديدًا على الأداء في الامتحانات بسبب هذا القلق رغم أنهم يكونون قد بذلوا جهودًا هائلة في الذاكرة طوال اليوم، و يعد قلق الامتحان أحد أنواع القلق يصاحب المواقف الإخبارية وينتشر بين التلاميذ في مختلف المراحل التعليمية، وتظهر كلما أعلن المدرس عن اختبار أو امتحان.
ما هو قلق الامتحان؟
- أنه الحالة النفسية أو الظاهرة الانفعالية أو التوتر الشامل التي تنتاب الفرد حينما يقف في موقف الامتحان حيث تكون قدراته موضع فحص وتقييم.
- وأكدت دراسة إيزنك (١٩٧٩) عن أقر قلق الامتحان على الفرد وأشارت نتائجها إلى أن القلق يقلل من مستوى التركيز والانتباه اللذين يعتبران من العوامل الهامة في أداء الامتحان بنجاح.
- وقد أشار دوسيك وهيل (١٩٨٠) إلى أن الآثار السلبية المترتبة على قلق الامتحان كضعف الدافعية وضعف التحصيل والعجز عن مواجهة مواقف التقييم بمختلف صورها وبمختلف المراحل الدراسية.
- لهذا أكدت الكثير من الدراسات أن قلق الامتحان يعد مشكلة حقيقية تواجه كثيرًا من الطلاب وهي مصدر أرق ليس للتلاميذ فقط بل قد يمتد أثرها إلى الأسرة والإدارة المدرسية بل وإلى المجتمع كله.
إلى أي مدى يصل قلق الامتحان؟
- يتواجد قلق الامتحان بدرجات متفاوتة بين الأفراد وذلك لأن درجة الشعور بقلق الامتحان تتأثر بعوامل عديدة منها:
- مستوى الذكاء ومستوى التحصيل وطريقة الاستذكار والاستعداد للامتحان وجنس الفرد (ذكر أم أنثى) والتخصص الدراسي والمستوى الدراسي.
عوامل قلق الامتحان:
1. المستوى الاقتصادي الاجتماعي:
- يتأثر قلق الامتحان بالمستويات الاقتصادية الاجتماعية للأفراد.
- فقد أكدت الأبحاث أن الأفراد الذين ينحدرون من المستويات الاقتصادية الاجتماعية الدنيا تكون درجاتهم في مقياس قلق الامتحان أعلى من درجة الأفراد الذين ينحدرون من المستويات الاقتصادية الاجتماعية العليا.
2. المستوى الدراسي:
- بعض الدراسات أكدت أن قلق الامتحان لا يتأثر بالمرحلة التعليمية ولا بالمستوى الدراسي.
- فهو ظاهرة عامة عند جميع التلاميذ ولكن يزداد مستواه أكثر بعد التقدم في المستوى الدراسي وفي المرحلة التعليمية.
- نظرًا لزيادة تعقد المهام الخاصة بكل مرحلة أو مستوى وزيادة وعي وإدراك التلميذ ومسؤولياته حيث تشير دراسة هيل إلى أنه: يبدأ ظهور قلق الامتحان في الصف الثاني الابتدائي ثم يتزايد تدريجيًا سنة بعد أخرى.
3. التخصص الدراسي:
- تشير بعض الدراسات إلى أن التخصص الدراسي يعد من العوامل التي قد تؤثر في مستوى قلق الامتحان وتؤكد هذه الدراسات وجود فروق بين بعض التخصصات كالأدبي والعلمي للطلاب والطالبات.
- حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن قسم العلمي يساهم بدرجة مرتفعة من قلق الامتحان.
- ويعود ذلك إلى سبب أن طلاب الشعب العلمية ينظرون إلى تخصصهم على أنه أصعب من نظيره في الشعب الأدبية.
- في حين تشير بعض البحوث إلى أن نتائج مخالفة وهي أن قلق الامتحان يكون أعلى لدى تلاميذ الأقسام الأدبية منه لدى تلاميذ الأقسام العلمية.
4. الذكاء:
- يبدو أن مستوى قلق الامتحان يتحدد حسب درجة الذكاء حيث بينت نتائج بعض الدراسات وجود ارتباط سلبي بين قلق الامتحان والذكاء.
- ومن أهمها ماتوصلت إليه دراسة فيشر وأوري من نتائج تتمثل في انخفاض قدرات التلاميذ.
5. الجنس:
- لقد أثبتت العديد من الدراسات وجود الفروق بين الجنسين في قلق الامتحان لكن هناك من يرجع هذه الفروقات إلى طبيعة تكوين الجنسين وخصائصهما.
- ومما يؤكد ذلك قول لندا أيكل (١٩٦٥) بأن: الفروق بين الجنسين في ظاهرة القلق يصعب برهنتها، ومن المتفق عليه عمومًا أن البنات يسهل عليهن أكثر من البنين الاعتراف بالقلق.
- أما الذكور فيتوقع منهم أن يسلكوا مثل الرجال بمعنى أن يتصرفوا بشجاعة وهذا يعني أن الإناث أكثر إرادة في الاستجابة ب(نعم) على مقاييس قلق الامتحان.
- أما الذكور أقل استجابة ويجدون صعوبة في الاعتراف بالقلق لأنهم يرون أنه يضعف ويقلل من ذكورتهم.
6. الفشل الدراسي:
- لقد بينت بعض الأبحاث أن قلق الامتحان يرتبط بانخفاض مستوى التحصيل الدراسي الذي يؤدي إلى تكرار السنة الدراسية أو التسرب الدراسي.
- وهذا ما أكده مانستيد (١٩٨٣) بقوله أن: «قلق الامتحان يرتبط بخبرة الفشل في حياة التلميذ وتكرار مرات الفشل».
7. عادات الاستذكار:
- تعد عادات الاستذكار من العوامل المؤثرة في ارتفاع أو انخفاض مستوى قلق الامتحان.
- وذلك أن الكثير من التلاميذ الذين لديهم عادات دراسية سلبية بحيث لا يأخذون الدراسة مأخذًا جديًا إلا قبل الامتحان بفترة قليلة.
- الأمر الذي يؤدي المواد الدراسية ممثلة ذلك عبئًا كبيرًا عليهم ومن ثم يشعرون بالقلق والتوتر والخوف من الاستذكار.
8. الشخصية القلقة:
- هذه الشخصية عرضة لقلق الامتحان أكثر من غيرها لأنها تحمل سمة القلق.
- حيث يشار إليه على أنه سمة ثابتة نسبيًا في الشخصية من حيث اختلاف الناس في درجة القلق، ووفقًا لما اكتسبه كل منهم في طفولته من خبرات سابقة.
- وبعبارة أخرى فهي استعداد طبيعي واتجاه سلوكي يجعل الفرد قلقًا، ويعتمد بصورة أساسية على الخبرة الماضية.
وأوضح سبيلبرجر(١٩٦٦) أن سمة القلق لدى الأفراد تكون مرتفعة وحالة القلق مرتفعة أيضًا في المواقف التي تمثل تهديدًا لذات الفرد. والأفراد الذين تكون سمة القلق لديهم منخفضة تكون حالة القلق منخفضة لديهم تبعًا لذلك. وكل الناس يمرون بحالة قلق إذا عرض لهم مايقلق، ولكن بعضهم فقط هم الذين يتسمون بسمة القلق.
إعداد: كاثرين عامر | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة