على الرغم من أن قلق الامتحانات ظاهرة عامة تصيب كل الناس تقريبًا بدرجات مختلفة، وربما يعتبر القلق بدرجاته المعقولة حافزًا للدراسة والإجادة، فنجد بعض الطلاب المتميزين يضعف أداؤهم إلا أنه في بعض الأحيان يتجاوز هذه الحدود المفيدة والمحفزة ويصبح عائقًا أمام عملية التعلم ويؤثر تأثيرًا شديدًا على الأداء في الامتحانات. يتواجد قلق الامتحان بدرجات متفاوتة بين الأفراد وذلك لأن درجة الشعور بقلق الامتحان تتأثر بعوامل عديدة منها:
الضغوط الأسرية والمدرسية:
- يعد تعزيز الخوف من الامتحانات من قبل الأسرة وفق أساليب التنشئة التقليدية والتي تستخدم العقاب من العوامل التي تؤدي إلى خوف الطالب من النتائج السيئة للامتحان.
- وتؤكد كلير فهيم (١٩٨٠) تأثير أسلوب التربية الأسرية، حيث ترى أن الشعور بالقلق يبدأ مع بداية حياة الطفل فقد يتعرض للفشل أو لصعوبات متكررة في الحياة دون أن يجد من يساعده أو يوجهه أو يشجعه.
- حيث يستخدم بعض الآباء أساليب التهديد والوعيد لأبنائهم بهدف تحقيق نتائج تتفق مع رغباتهم دون إدراكهم أن ذلك يترك آثارًا سيئة على شخصيات أبنائهم تنعكس بالسلب على مدى توافقهم.
- فيتجه الطفل إلى تلبية مطالب والديه وتوقعاتهم نحوه خوفًا من سلوكياتهم الرافضة لخبرة الفشل لديه.
- بعدها يبدأ الطفل بمقارنة تحصيله مع تحصيل الأطفال الآخرين مما يدفعه إلى زيادة التنافس والضغط حتى يصبح أداؤه أفضل من أداء الآخرين وهكذا تبدأ لديه مشكلة قلق الامتحان.
ونتسأل جميعنا ما هي تأثيرات القلق على عملياتنا العقلية وفي مايلي بعض الجوانب التي يؤثر عليها القلق وهي: الذاكرة، التفكير، مايسمى بظاهرة فراغ العقل.
1. التأثير على الذاكرة:
- تنقسم الذاكرة إلى ثلاث عمليات رئيسية وهي الاستقبال والتخزين والاسترجاع، والقلق هنا يؤثر على كفاءة العمليات الثلاث.
- لذلك حين نكون قلقين نشعر بأننا لا نستطيع التركيز ولا نستطيع الاحتفاظ بالمعلومات الواردة للمخ، ولانستطيع استعادة المعلومات المختزنة.
2. التأثير على التفكير:
- بما أن التفكير عملية معقدة تحتاج لقدرات عقلية متعددة فإن القلق يؤثر كثيرًا في القدرة على التفكير السليم.
- لذلك يمكن أن تحدث حالة تسارع للتفكير (racing) دون سيطرة، أو تحدث حالة انغلاق وتوقف (blank out).
3. ظاهرة فراغ العقل:
- بعض الطلاب يبذلون جهدًا كافيًا في المذاكرة، ولكنهم في بعض الأوقات وخاصة قبل الامتحان بأيام قليلة أو أثناء الامتحان يشعرون وكأن عقلهم أصبح فارغًا تمامًا من المعلومات.
- وهذا يؤدي إلى حالة من الانزعاج وأحيانًا تصل إلى درجة الهلع وبعضهم ينظر إلى ورقة الأسئلة وكأنها مكتوبة بلغة لايفهمها أو أنها بيضاء تمامًا وتحدث حالة من فقد الذاكرة المؤقت وانغلاق التفكير هذه الحالة هي نتيجة لدرجة عالية من القلق.
- وهي شعور كاذب بفقد الذاكرة وفقد القدرة على التفكير ويكفي الشخص أن يجلس لبعض الوقت ويحاول استعادة هدوئه وسوف يجد أن باب الذاكرة ينفتح بالتدريج.
- وأنه أصبح قادرا على قراءة بعض الأسئلة وأصبح قادرًا على استرجاع المعلومات الخاصة بها شيئًا فشيئًا، فالأسئلة نفسها تعتبر مفاتيح للذاكرة المختزنة.
أسباب قلق الامتحان:
المذاكرة قبل الامتحان بوقت قصير:
- وأحد أسباب هذه الظاهرة أيضًا هو أن الطالب يحاول قبل الامتحان بأيام أن يتذكر المادة أو المواد التي درسها دفعة واحدة فيعجز العقل عن ذلك.
- لأن العقل لايستطيع أن يعمل بهذا الشكل ولكنه قادر على التعامل مع مفاتيح معينة بشكل مبسط ومحدد.
- ولذلك فالطالب الذي كان يشعر بفقد كل المعلومات قبل الامتحان بأيام قليلة يصبح قادراً على التذكر حين يجلس في غرفة الامتحان ويتناول ورقة الاسئلة.
- حيث تعتبر الأسئلة هنا مفاتيح نوعية لأبواب الذاكرة المختزنة.
الفهم وحده لا يكفي:
- وآخر سبب هو أن بعض الطلاب حين يقرؤون موضوعًا يعتقدون أنهم قد فهموا المقصود من هذا الموضوع ولكن هذا الفهم وحده لا يكفي لتذكر الموضوع وكتابته في الامتحان.
- لذلك لابد من محاولة الاسترجاع أثناء المذاكرة وذلك بإغلاق الكتاب ومحاولة استعادة النقاط الأساسية في الموضوع واستعادة التفاصيل المتضمنة في هذه النقاط وبذلك نتأكد أن الموضوع قد تم حفظه في الذاكرة فعلاً.
- مثل الشخص الذي يجلس أمام الكمبيوتر لساعات طويلة يقرأ ويشاهد أشياء كثيرة، ولكن لن يتبقى على الكمبيوتر بعد إغلاقه إلا ماقد تم إعطاء الأمر بحفظه.
كيف نتعامل مع قلق الامتحان؟
هنالك مجموعة إرشادات قد تساعدنا على التخفيف من حالة القلق الامتحاني وهي:
- اهتم بإعداد نفسك جيداً للامتحان من أول السنة الدراسية.
- تعامل مع الامتحان بثقة وانظر إليه على أنه فرصة لإظهار جهدك وتعبك طوال العام.
- مارس عملية الاختبار الذاتي من خلال الإجابة على أسئلة أو حل امتحانات.
- حافظ على نمط حياة صحي عن طريق أخذ قسط كافي من النوم، تناول غذاء متكامل وممارسة الرياضة، والمحافظة على قدر معقول من العلاقات الاجتماعية.
- اعمل على إيقاف التفكير السلبي خاصة حين تجد أفكارًا انهزامية تقتحم عقلك مثل: “الامتحانات ستكون صعبة جداً هذا العام” “أنا سأكون أقل من زملائي” “أسرتي سوف تلومني على التقصير”.
- تعود على التفكير الإيجابي كأن تقول: ” لقد أديت ما في استطاعتي و ذاكرت بشكل جيد وسيكون أدائي جيدًا في الامتحان”.
- تأكد من وقت الامتحان ومكانه.
- لا تتحدث مع أصدقائك عن موضوعات الامتحان بل الأفضل قضاء اللحظات التي قبل الامتحان في أحاديث ودية مرحة وخفيفة.
- ربما تمر لحظات وأنت تشعر أن عقلك ممسوح تمامًا وأنك غير قادر على تذكر أي شيء، لاتقلق واحتفظ بهدوئك وسوف يعود نشاطك العقلي بعد قليل من الوقت.
إعداد: كاثرين عامر | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة
التعليقات