تقتضي تربية الطفل في الوقت الحالي أساليب نوعية حديثة تتماشى مع التطور الحاصل على جميع الأصعدة، فلم يعد الجلوس على المقاعد والكتب الدراسية والسبورة جلى ما تشكله العملية التعليمية؛ بل أن الفلسفة التربوية الحديثة أصبحت متجهة لمفاهيم معاصرة، ومن هذه الطرق طريقة المنتسوري في التربية والتي تم ابتكارها من قبل الطبيبة والمعلمة الإيطالية ماريا منتسوري عام 1906 عند افتتاح ما يعرف ببيت الطفل الذي أقامته المؤسسة الإيطالية للمباني الحديثة. وخصصت أماكن في مبانيها للأطفال وقدمت عرضًا للدكتورة مونتسوري لتنظيم وتصميم برنامج تربوي لهم، ونتيجة لرغبة منتسوري في تطبيق أفكارها على الأطفال الطبيعيين فقبلت المشروع وبدأت بالإعداد والتخطيط لتدريب مدرسات لإدارة مدارسها.
ما هي طريقة المنتسوري التربوية؟
- اعتمدت ماريا منتسوري في طريقتها التربوية على إعطاء الحرية الكاملة للطفل داخل الغرفة الصفية وطلبت من المعلمة المساعدة ألا تتدخل في الأطفال بل تتركهم على سجيتهم.
- فطريقتها انطلقت من مبدأ الحرية للطفل في التعامل مع البيئة المحيطة وكانت تراقب الأطفال لمتابعة سلوكهم ومعرفة ميولهم، لذك قامت ماريا منتسوري بتصميم البيئة الصفية بشكل دقيق.
- وتعتبر ماريا منتسوري الملاحظة العلمية من أهم دعائم التربية الحديثة، وأكدت على مبدئين مهمين يتحكمن في نموه.
المبدأ الأول الفترات الحساسة إذ تبدأ من السنتين حتى السابعة
- حيث يكون الطفل قادرًا ومستعدًا لاستخدام الحواس للتعرف على الأشياء من حوله لذا يجدر بالمعلم أن تكون على دراية بهذه الفترة وأن تستغلها من أجل اكتساب الطفل المهارات المختلفة.
المبدأ الثاني: العقل الماص
- فقد أشارت إلى أن الهدف من التعليم مساعدة الطفل على اكتشاف قواه الداخلية، والمقصود بالعقل الماص اكساب الطفل المعلومات من حوله من خلال البيئة التي يعيش فيها.
- يُمكن أن يتم ذلك عن طريق الحواس فكلما تعددت تجاربه فيتيح ذلك تكوين عقل غني وسرعة استيعاب للمعلومات.
ما طبيعة البيئة الصفية في المنتسوري؟
- تتصف البيئة في غرف الدرس أنها غنية بالمواد والأدوات التعليمية المتدرجة بمستوى الصعوبة حيث يخصص لكل طفل مساحة لا تقل عن 3 متر مربع، هذا إلى جانب المساحات المخصصة للأثاث والتخزين.
- ويسمح لكل طفل بمساحة أيضًا خارج الفصل بما يساعده على النشاط والحركة، ويكون أثاث قاعة الفصل عادة خفيفا، صغير الحجم حتى يسهل على الأطفال تحريكه من مكان لأخر.
وظيفة المعلم:
تقتصر وظيفة المعلم على المراقبة والإشراف والإرشاد لا التدريس أو التعليم ولذلك مهمته تكون كالتالي:
- الإشراف التام على الطفل حين يقوم بنشاطاته.
- مراقبة الطفل مراقبة دقيقة بتسجيل كل تغير وكل ما يقوم به من أنشطة.
- ملاحظة أعمال الطفل وطريقة تعامله مع الأشياء.
- تقديم المساعدة للطفل إذا احتاج إليها.
- تعبئة البطاقات التي تتضمن سير نموه في الروضة والمدرسة.
- قيام المعلمة بعمل الأمم من حيث الملاحظة والعناية.
- تهيئة البيئة السليمة وإعدادها للطفل.
- تشجيع الأطفال على المبادرة في عمل الأشياء واستعمال الأدوات والمواد التي أعدت للتدريب.
- تحفظ له حق ممارسته لحريته الشخصية في التفكير وإزالة كل ما يعيق ذلك.
- مساعدة الطفل بالقيام بكل ما تسمح به قواه.
إعداد: مريم الجراقي | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة