كَما ذَكرنا فِي المقَالات السابقة، أنَ هُناك عِدة أنوَاع مِن صعوبات التعلُم وهِي ثلاثة:
1-صعوبات التعلم النمائية.
2-صعوبات التعلم الأكاديمية.
3-صعوبات السلوك الاجتماعي والانفعالي.
وقَد بَدأنا سِلسلة مَقالاتنا بصعُوبات التعلُم النمائية:
- ألا وهي تِلك الصعوبات التي تتناول العمليات ما قَبل الأكاديمية.
- والتِي تتمَثل فِي العمليات المَعرفِية المُتعلِقة بالانتباه، والإدراك، والذاكرة، والتفكير، واللغة والتي يعتمِد عليها التحصيل الأكاديمي.
- وتُشكِل أهَم الأسُس التي يَقوم عَليها النشاط العَقلِي المعرفي للفرد.
- ومِن ثَم فإن أي اضطراب أو خَلل يُصيب واحِدة أو أكثر مِن هذه العمليات يفرز بالضرورة العديد من الصعوبات الأكاديمية.
- ولِذا يُمكِن تقرير أن الصعوبات النمائية؛ هي مَنشأ الصُعوبات الأكاديمية اللاحقة.
ما سبب حدوث الصعوبات النمائية؟
- واكتشفنا السبب الرئيسي لها ألا وهي: صعوبات الانتباه، وعرضنا عِدة أفكار مُقترَحة لأنشطة، وتَدريبات لِعلاج هذا الاضطراب.
- حان دور الحديث عَن النوع الثانِي مِن الصعوبات النمائية بعدما تناولنا فِى مقالات سابِقة أعراض النوع الأول مِن الصعوبات النمائية ألا وهو «صعوبات الإدراك».
- تَرتبِط اضطرابات الإدراك ارتباطًا وثيقًا باضطرابات الإنتباه؛ بَل تتوقف في مُعظمهَا عليها؛ إن لَم تكُن نتيجة لها.
– ويَقصُد «بالإدراك» هنا هو:
- عَملية عَقلية، ومَعرِفية تَقوم عَلى إعطاء المعاني، والدلالات، والتفسيرات للمعلومات.
- على سبيل المثال: فِي المربع يجب أن يستقبله الطفل على أنه شكل كُلي لا أربعة خُطوط مُنفَصِلة.
- ومِن ثَم فِي «الإدراك» فهو عَملِية إثراء أو إضفاء مَعانِي، ودِلالات للمُثيرات الحِسية.
– أنواع اضطرابات الإدراك:
- وينقَسِم اضطراب «الإدراك» أيضًا إلى عِدة أنواع حَسب الحاسة موضع الاضطراب.
- فَهُناك اضطراب «الإدراك البصري»، واضطراب «الإدراك السمعي»، واضطرَاب «الإدراك الحركي.
– اضطراب «الإدراك البصري»:
- ونبدأ باضطراب «الإدراك البصري»، والذِي يَقصُد به: قُصور فِي القُدرَة على إدراك، وتَفسِير مَعاني المَعلُومَات البَصرية وفهمها.
- وتُعَد مِن الإضطرابات التي تُثير الإزعاج أيضًا؛ نظرًا لاعتمَاد التدريس على العرض المرِئي للمعلومات.
- ومِن ثَم تُؤثِر كفاءة «الإدراك البصري» على إستيعاب كافِة الأنشِطَة المَعرِفِية، والأكادِيمِية، والمهارية.
– أعراض اضطراب «الإدراك البصري»:
والآن حَان دُور اكتشَاف إذا مَا كان ابنك يُعانِي مِن اضطراب «الإدراك البصري» أم لا؛ وذلِك مِن خِلال قرائتك بِعناية لِمَجموعة الأعراض الآتية وهي:
- يَجِد صعوبة في تمييز الرسوم، والخرائط، والأشكال الهندسية.
- يجد صعوبة في التمييز بين: الحروف، والكلمات، والأعداد.
- يجد صعوبة في التمييز بين: مكونات، وتفاصيل الأشكال المرئية.
- يجد صعوبة في التمييز بين الأشياء مِن حيثُ: اللون، والحجم.
- يجد صعوبة في تمييز الشكل عَن الخَلفية المُحيطَة به (الأرضية).
- يجد صعوبة في إدراك الأشكال، والرسوم البيانية البصرية.
- يصعب عليه تجميع أجزاء الأشكال؛ لِتكوين الشكل أو الصورة.
- يجد صعوبة في معرفة الشكل عندما ينقص مِنه جزء أو أكثر.
- يجد صعوبة في إكمال الفراغات بالكلمات، أو الحروف، أو الأعداد.
- يتوه أو يضيع أو يأخذ وقتًا في معرفة الأماكن المألوفة.
- يجد صعوبة في التعرف على أشكال الحروف الهجائية، والأعداد.
- يجد صعوبة في التمييز بين الأشكال الهندسية مثل: المربع، والمستطيل.
- يخطئ في كتابة بعض الرموز، أو الكلمات مثل: (٦ – ٢) (عمل- علم).
- يجد صعوبة في القراءة، والكتابة، والعمليات الحسابية، والجداول.
- يجد صعوبة في إدراك الجزء مِن الكل، أو الكل من أجزاؤه.
- يجد صعوبة في الأجهزة، والأدوات المعملية: كالساعة، والترمومتر.
- يجد صعوبة في تذكر المعلومات المُتتابِعة مثل: ترتيب الحروف الأبجدية، وشهور السنة، وأيام الأسبوع.
- يجد صعوبة في استخدام النقط، والفواصل في النصوص.
- يقرأ ببطء شديد أو يقرأ كلمة – كلمة، وبشكل متقطع.
- يجد صعوبة في إدراك مدلول الحروف، والكلمات عند القراءة الجهرية.
هذه كانت أعراض صعوبات «الإدراك البصري» التي قد يُعاني مِنها طفلك، فلا تتردد في أن تأخُذ مِن وقتك في مُراقبة كل عرض مِن هذه الأعراض في سلوكياته للإطمئنان عليه، فإن اكتشفت أنه بالفعل يُعاني بشكل طفيف أو متوسط أو شديد، فلا داعي للذعر والقلق، فهنا حلولًا مُقترحة لعلاج هذا الاضطراب وغيره من اضطرابات التعلُم التي سوف نتناولها في مقالات قادمة إن شاء الله.
إعداد: ياسمين محاريق | مراجعة: سماء إبراهيم، هند يونس | إشراف: محمد جودة