تهتم منظمات حماية حقوق الطفل بالأطفال في كل مكان، حيث تسعى لتوفير الرعاية لهم وتكفل حقوقهم ليَحيوا طفولتهم بسلام ولينعموا بحياة كريمة. وترى أن لكل طفل حقًا في الحياة وحقًا في البقاء والنمو والرعاية، وأن يحيا في بيئة عائلية يجد فيها السعادة والمحبة والتفاهم.
هذا جزء بسيط مما تسعى له منظمات حقوق الطفل لتحقيقه، فماذا تفعل أنت لطفلك؟ ماذا تقدم له؟ هل تعلم ما هي حقوق طفلك عليك؟ إن كنت تعلم فهذا جيد، لأننا أصبحنا في مجتمع تجد فيه أطفال لهم مأوى ولكنهم بلا مأوى، أطفال لم يحصلوا ولو على جزء قليل من حقوقهم.
أتدري من هو الطفل الذي له مأوى وبلا مأوى في نفس الوقت؟
- قد يكون طفلك، فليس فقط أطفال الشوارع هم بلا مأوى.
- وليس فقط الأطفال اللاجئين هم من سلبت منهم الحروب طفولتهم ودمرت منازلهم.
- طفلك أيضًا قد يكون بلا مأوى مشرد مسلوبة منه طفولته.
- نعم طفلك الذي يعيش معك تحت سقف منزلك وقد يكون يجلس بجوارك وأنت تقرأ هذا المقال.
- فما تظنه أنت مأوى يراه طفلك جحيم ويتمنى الفرار منه؛ فأنت توفر له السكن لا السكينة.
- توفر له الطعام ولكنك لا تغذي قلبه وتحرمه من الحب، تحميه من غيرك ولا تحميه من نفسك.
- فلسانك ويدك سلاحين تدمر بهم طفلك وتأذيه نفسيًا وجسديًا وتظن أن هكذا تكون التربية.
مفهوم خاطئ للتربية:
- التربية ليست هكذا أيها الأب، فإن كانت الرصاصة في الحروب بين الدول تسبب الوفاة.
- فالكلمة والإهانة في الحروب والصراعات الأسرية رصاصة تصيب القلب والروح، رصاصة يصعب استئصالها.
- فيبقى ابنك يعاني من ألمها دائمًا، ويعيش معذبًا في السجن الذي تطلق عليه أنت منزلًا.
- فكيف يكون منزلك مأوى لطفلك ونيران الصراعات تلتهم المحبة والمودة والرحمة وكل شيء بداخله؟
- كيف يكون بيتك مأوى وفِراشه أشواك!
- كيف يكون بيتك ملجأ وحصن أمان له وهو يشعر بالخوف دائمًا ويهرب من ركن لآخر خشية من أن يصاب بقذائف ألسنتكم؟
- كيف يكون بيتك جنة يترعرع فيه وقلبه يذبل كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله؟
- تأمل حال بيتك وسل نفسك هل بيتك حقًا مأوى حقيقي لطفلك؟
- اسألوا أنفسكم أين حقوق أبناءكم؟ وأنتم تجعلوهم يتشردوا ويتشتتوا بينكم وأنتم تحت سقف واحد.
قف لحظة مع نفسك:
- انتبهوا أيها الأب وأيتها الأم أن المشاكل والصراعات بينكما تؤثر بالسلب على أطفالكم.
- وهذا الأمر يحتاج منكم لوقفة مع أنفسكم وأن تتركوا الأنانية على جانب لتصلوا إلى حلول لا إلى مشاجرات.
- ولا تخجلوا من أن تذهبوا لأماكن متخصصة تتعلموا فيها كيف تعالجوا مشاكلكم لتستعيدوا روح التفاهم والمحبة التي تلاشت مع الوقت بينكم.
- فالمحبة المتبادلة والمودة والرحمة والسكينة تجعل من طفلكم إنسان متزن.
انتبه فأنت مرآة طفلك:
- نعم! أنت المرآة التي يرى طفلك من خلالها العالم، ويرى من خلالها نفسه، أجميل هو أم لا؟ ناجح أم فاشل؟ محبوب أم لا؟ مهذب أم مجرم؟ وهكذا.
- فأنت عيونه التي يرى بها نفسه في مرآيته، فيرى نفسه من خلالك من خلال أقوالك له وأفعالك معه.
- كل ما تقوله له يؤثرعليه ويؤثر في ثقته بنفسه فإن كان كلامك سلبي سيؤثر بالسلب عليه وتكون نتائجه سلبية أيضًا.
- وكل ما تفعله معه سيبقى في ذاكرته يتعلم منه إن كان حسنًا ويتألم منه إن كان سيئًا.
- وقد ينعكس على أفعاله مع الوقت، فكيف ترى ابنك؟ وكيف تحب أن تراه في المستقبل؟
عليك أن تبدأ بتهذيب أخلاقك أولًا:
- فعليك أن تبدأ بتربية نفسه أولًا قبل تربية ابنك، لأن تربية ابنك تبدأ من تهذيب أخلاقك أنت، فأنت تعيش مع كائن صغير يتعلم منك كل شيء ويقلد أفعالك.
- فكن قدوة حسنة له وافعل كل ما تحب أن ترى ابنك يفعله، فالفعل له تأثير أقوى من الكلام، فإن كنت ترغب أن تكون أخلاقه حسنة فاجعله يراك بهذه الأخلاق لأنه يقلدك.
- فإن رأك تسامح المخطئ وتعفو وتصفح عن من أذاك سيتعلم كيف يسامح، ويدرك أن القوة تكمن في العفو لا في أخذ الحق باليد.
- اجعله يراك وأنت تعامل كل الناس معاملة حسنة تعاملهم بروح الإخاء والمساواة والمحبة، تحترم الكبير وتعطف على الصغير وتساعد المحتاج.
- كن له صديق يشاركه في هواياته واهتماماته ويشاركه في أداء العبادات.
وبذلك تكون قد غرست في قلب طفلك بذور التسامح والمحبة والمودة والرحمة والكرم وحب العطاء، بذور تنبت بداخله مع الأيام وتكون الأخلاق الحسنة ثمارها.
إعداد: أمل علي | مراجعة: هند يونس | إشراف: محمد جودة
التعليقات